عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-04-2012, 09:25 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 83 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :( على عتبة رمضان )


83 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :( على عتبة رمضان )
ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================
83 - خطبتى الجمعة بعنوان
( على عتبة رمضان )
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله ، ما تعاقب الجديدان و تكررت المواسم ، أحمده سبحانه و أشكره شكر التقي الصائم ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عامل بها و عالم ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله حميد الشِّيم و عظيم المكارم ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه كانوا على نهج الهدى معالم ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمــــا بعـــــد :
فأوصيكم و نفسي ـ أيها الناس ـ بتقوى الله ، فالعز و الشرف في التقوى ،
و السعادة و العلا عند أهل التقوى . التقوى ـ أيها السلمون ـ كنز عظيم ، و جوهر عزيز .
خير الدنيا و الآخرة مجموع فيها :
{ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ }
[ البقرة:197 ] .
القبول معلق بها :
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ }
[ المائدة:27 ] .
و الغفران و الثواب موعود عليها
{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـٰتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً}
[ الطلاق:5 ] .
أهلها هم الأعلون في الآخرة و الأولى :
{ تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلاْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى ٱلأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }
[القصص:83].
أيّها المسلمون ، و نحن على عتبة شهرِ رمَضان المبارَك نهنِّئ أنفسَنا و المسلمين
ببلوغِ هذا الشّهرِ العظيم ، جعَلَه الله مبَاركًا على أمّةِ الإسلام و عمومِ المسلمين
في مشارِقِ الأرضِ و مغَاربها ، و أهلَّه الله علينا بالأمنِ و الإيمان و السلامَةِ و الإسلام
و العِزّ و النّصر و التمكين للمسلمين ، و جعل هلاله هلال خير و رشد لأمة الإسلام .
أيّها المؤمنون ، تستقبِل الأمّة هذا الزائرَ المحبوب بفرحٍ غامِر و سرورٍ ظاهرٍ
و بهجةٍ بك يا رَمَضان ، إنّ يومَ إقبالك لهوَ يومٌ تفتّحت له قلوبُنا و صدورُنا ،
فاستقبَلناك بملءِ النّفس غبطةً و استبشارًا و أمَلاً ، استبشرنا بعودةِ فضائِك الطاهر
الذي تسبَح به أرواحُنا بعد جفافِها و ركودِها ، و استبشَرنا بساعةِ صلحٍ مع الطاعاتِ
بعدَ طول إعراضِنا و إباقنا ، أعاننا الله على بِرِّك و رفدِك ، فكم تاقت لك الأرواحُ
و هفَت لشذوِ أذانِك الآذانُ و همَت سحائبُك الندِيّة هتّانةً بالرّحمة و الغفران .
في رحابِكَ تورِق الأيادي و النّفوس فتفيضُ بالبِرِّ و الإحسان .
اللهمَّ كما بلَّغتَنا رمضانَ فنسألك التّمامَ و القَبول .
عبادَ الله ، مَن مِنَ المسلمين لا يعرِف فضلَ هذا الشهرِ و قدرَه ،
فهو سيِّد الشهور و خيرُها ،
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }
[ البقرة:185 ] ،
من صامه و قامه غَفَر الله له ما تقدَّم من ذنبِه ، فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألفِ شهر ،
و قد ثبت في الصحيحَين عن النبي صلى الله عليه و سلم أن مَن صام رمَضان إيمانًا و احتسابًا
غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه ، و أنّ من قام رمضان إيمانًا و إحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه ،
و أنّ من قام ليلةَ القدر إيمانًا و إحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه .
هذا هو رمضانُ ، أعظم القرُبات فيه الصومُ الذي افترضه الله تعالى تحقيقًا للتّقوى ،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[ البقرة:183 ] .
فهو شهرُ تزكيةِ النفوس و تربيتِها ، و التّقوى حساسيّةٌ في الضمير و صَفاء في الشعورِ
و شفافيّة في النفس و مراقبةٌ لله تعالى ، فالصّوم ينمِّي الشعورَ بالمراقبة و يزكِّي النفس بالطاعة .
أمَّا ثواب الصائمين فذاك أمرٌ مردُّه إلى الكريم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله عزّ وجلّ : كلُّ عمَلِ ابنِ آدم له إلاَّ الصّوم ، فإنه لي و أنا أجزِي به ،
و الصيام جنة ، فإذا كان يوم صومِ أحدكم فلا يرفث و لا يسخَب ،
فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقُل : إني امرُؤ صائم .
و الذي نفس محمّد بيده ، لخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله يومَ القيامة من ريح المسك ،
و للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرِح بفطره ، و إذا لقيَ ربَّه فرح بصومه )
رواه البخاري و مسلم ، و في رواية عنهما :
( يدع طعامَه و شرابه و شهوتَه من أجلي ) ،
و في صحيح مسلم أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :
( و رمضانُ إلى رمضان مكفِّرات لما بينهنّ إذا اجتُنِبت الكبائر ) .
فيا من أوجَعته الذنوبُ و أزرَى بهِ العِصيان ، بادِر برفعِ يدٍ في ظلامِ الليل
و لا تقنَط من رحمةِ الله الكريم الذي يقول بين آيات الصيام :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
[ البقرة: 186] ،
و رغِم أنفُ من أدرَكَه رمضانُ فلم يغفَر له ؛ و ذلك لما فيه مِنَ النفحاتِ و الرحمات
التي لا يحرَمُها إلاَّ من حرَم نفسَه ،
ففي الصحيحَين أنّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا جاء رمضانُ فتِّحَت أبواب الجنة وغلِّقَت أبواب النار وصفِّدَت الشياطين ) .
شهرُ رمضان شهرُ القيام و التراويحِ و الذّكر و التسابيح، فاعمُروا لياليَه بالصلاةِ
و الدّعاء و قراءةِ القرآن ، و رُبَّ دعوةٍ صادقةٍ بجَوف ليلٍ تسري حتى تجاوِزَ السماءَ ،
فيكتب الله بها لَك سعادةَ الدّارين .
و رمضانُ شهر القرآنِ حيث كان جبريل عليه السلام يلقى النبيَّ صلى الله عليه و سلم
فيه في كلِّ ليلة فيدارِسُه القرآن ،
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
[ البقرة:185 ] .
و قد كان السلَفُ يرحمهم الله إذا جاءَ رمَضان ترَكوا الحديثَ و تفرَّغوا لقراءةِ القرآنِ ،
و سيرتُهم إلى وقتٍ قريب شاهدةٌ لمن يختِم القرآن في رمضانَ كلَّ يوم أو كلَّ ثلاثةِ أيّام و نحو ذَلِك .
فالهَجوا ـ يرعاكُم الله ـ بذِكرِ ربِّكم ، و رَطِّبوا ألسِنَتكم بتلاوةِ كِتابِه ،
فبهِ تزكو النّفوس و تنشرِح الصدور و تعظُم الأجور .
أيّها المسلِمون ،
الجودُ و الإنفاق مرتَبِط بالقرآن ،
فعن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنه قال:
( كان النبيّ صلى الله عليه و سلم أجودَ الناس ،
و كان أجودَ ما يكون في رمضانَ حيث يلقاه جبريلُ فيدارسه القرآن ،
فلرسولُ الله عليه الصلاة و السلام حين يلقَاه جبريلُ أجودُ بالخيرِ من الرّيح المرسلة ) .
رواه البخاري .
و ذلك أنَّ رمضانَ شهر يجودُ الله فيه على عبادِه بالرحمة و المغفِرة و العِتق من النار
و الرِّزق و الفضل ، فمن جادَ على عبادِ الله جاد الله عليه .
و اليومَ و قد جفِّفَت كثيرٌ مِن منابع العطاءِ فمَن للفقراءِ و المساكين و اليتامى و الأيامى ؟!
من لشعوبٍ قهَرَتها الخُطوب و أوهَنَتها الحروبُ ، إخوةٌ لكم في الدّين من لهم بعدَ الله إلاَّ أنتم ؟!
فهل نتَّخِذ من هذا الشهر الكريم تجديدًا للبِرِّ و الإحسان ؟!
فيا مَن أفاء الله عليه من الموسرينَ ، إنَّ الله هو الذي يعطِي و يمنَع و يخفِض و يرفَع ،
و هو الذي استخلَفَكم فيما رزقَكم لينظرَ كيف تعملون ، و المؤمِنُ في ظِلِّ صدقته يومَ القيامة ،
{ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }
[ سبأ :39 ] ،
و لن يُعدَم الموسِر محتاجًا يعرِفه بنفسِه أو جهاتٍ موثوقَةٍ تعينُه .
أيّها المسلمون ، الصومُ حِكَم و أسرار ، و منها أنّه حِرمان مشروع و تأدِيبٌ بالجوع
و خُشوع لله و خضوع ، يستثير الشَّفَقةَ و يحضُّ على الصّدقة، يكسِر الكِبر ،
و يعلِّم الصبر ، و يسنُّ خِلالَ البرّ ، حتى إذا جاعَ مَن ألِفَ الشِّبَع و حُرِم المترَف أسبابَ
المُتَع عرَف الحرمانَ كيف يقع و الجوعَ كيفَ ألمُه إذا لذع .
أيّها المؤمنون الصّائمون ، رمَضان شهرُ الفُتوحات و الانتِصارات ،
و بقدر ما نستبشِر بحلوله بقدرِ ما نعقِد الآمالَ أن يبدِّل الله حالَ الأمّة إلى عزٍّ و نصرٍ و تمكين ،
و أن يردَّها إليهِ ردًّا جميلاً و ها هو رمَضانَ يحلّ بِنا و الأمة مثخَنَة بالجراح مثقَلَة بالآلام .
يحلُّ رمضانُ و مسرَى رسولِ الله عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام محتَلّ من حُثالةٍ نجِسة
قد أصاب رجسُها أصقاعَ الأرض . يحُلّ رمضان و المرابِطون في أكنافِ بيت المقدِس
من المؤمنين يقتَلون و يشرَّدون وتهدَم منازلهم و تجرَف أراضيهم وتبَادُ جماعتهم ،
فإلى الله المشتكى .
إنَّ أقلَّ حقٍّ لإخوانِكم و ليس بقليلٍ في هذا الشهرِ الكريم أن تذكروهم بدعاءٍ صادق ،
و أن تدعُوا الله لهم في سجودِكم و إخباتكم ، و أن تشاطِروهم قضاياهم و تهتمّوا بأحوالهم ،
و من لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهم ،
{ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً }
[ النساء:84 ] .
إنّ رمضانَ موسمُ الإنابة و التّوبة ، ألم يأن للأمّة أن تحقِّق العبوديةَ الصادقة لخالقها ،
و أن تركنَ لباريها و تستنزِل النصرَ من السماء بأسبابه ، و تتوجَّه إلى الله لا إلى سواه ؟!
إنّ الآمالَ كبيرة ، و الثّقةَ في اللهِ تعالى كامِلة ، و هو المستعانُ و عليه البلاغ .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[ البقرة:183-185 ] .
بارَك الله لي و لَكم في القرآنِ العظيم ، و نفعَنا الله و إيّاكم بما فيه من الآياتِ و الذكر الحكيم ،
أقول قولي هذا ، و أستغفِر الله تعالى لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب و خطيئةٍ ،
فاستغفروه و توبوا إليه ، إنّه هو الغفور الرّحِيم .
ألا و اتقوا الله رحمكم الله ، اتقوه و أصلحوا ذات بينكم ،
جعلنا الله و إياكم ممن شملتهم مغفرته و رحمته ، إنه سميع مجيب .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله جعل الصيام جنة ، و سببًا موصلاً إلى الجنة ، أحمده سبحانه و أشكره ؛
هدى إلى خير طريق و أقوم سنة .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله بعثه إلينا فضلا منه و منة ،
اللهم صل و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمدٍ ، و على آله و أصحابه
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمّـــــا بعـــــد :
أيّها المؤمِنون ، حينَما يستقبِل المسلم موسمًا يرجو غنيمَتَه فإنّه يجب عليه ابتداءً تفقُّد نفسِه
و مراجعةُ عملِه حتى لا يتلبَّس بشيءٍ من الحوائِلِ و الموانِعِ التي تحول بينَه و بين قبولِ العمَل
أو تُلحِق النقصَ فيه ؛ إذ ما الفائِدة من تشميرٍ مهدورٍ أجرُه ، و عمَلٍ يرجَى ثوابه فيلحقُ وِزره ؟!
و مِن ذلك التّفقُّه في دينِ الله و اجتنابُ الذنوبِ و المعاصي و محبِطات الأعمال و إعفافُ الجوارح ،

رد مع اقتباس