عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-10-2011, 12:39 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 65 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( طِيب الكسب )



65 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( طِيب الكسب )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================









نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

65 - خطبتى الجمعة بعنوان ( طِيب الكسب )

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله ، تعاظم ملكوته فاقتدر ، و تعالى جبروته فقهر ،

رفع و خفض و أعز و نصر ، و هو العليم بما بطن و ما ظهر ،


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،


أحلَّ الحلال و بين طريقه ، و بالطيبات أمر ،


و حرَّم الحرام ، و أوضح سبيله ، و عن الخبائث زجر ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


و أشهد أن محمداً عبده و رسوله المؤيد بالمعجزات و الآيات و السور ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه السادة الغرر


ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان ما ليلٌ أدبر ، و صبحٌ أسفر .


أمـــا بعـــد ،


فاتقوا الله أيها الناس ، اتقوه في أنفسكم و أهليكم ، اتقوه في أعمالكم و أموالكم ،


اتقوه فيما تأكلون و ما تدخرون :


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِى ٱلأرْضِ حَلَـٰلاً طَيّباً


وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }


[ البقرة : 168 ] .


عباد الله ، كسب الرزق و طلب العيش شيء مأمور به شرعاً ،


مندفعة إليه النفوس طبعاً ، فالله قد جعل النهار معاشاً ،


و جعل للناس فيه سبحاً طويلاً . أمرهم بالمشي في مناكب الأرض ليأكلوا من رزقه .


و قَرَنَ في كتابه بين المجاهدين في سبيله


و الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضله ،


{ يَضْرِبُونَ فِى ٱلأرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ


وَءاخَرُونَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَٱقْرَءواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ }


[ المزمل : 20 ] .


و أخبر عليه الصلاة و السلام أنه


(( ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده ،


و إن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ))


رواه البخاري ،


و لقد قال بعض السلف : إن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهمُّ في طلب المعيشة .


و في أخبار عيسى عليه السلام أنه رأى رجلاً


فقال : ما تصنع ؟


قال : أتعبد .


قال : و من يعولك ؟


قال : أخي .


قال : و أين أخوك ؟


قال : في مزرعة .


قال : أخوك أعبد لله منك .


و عندنا أهلَ الإسلام -: ليست العبادة أن تَصُفَّ قدميك ،


و غيرك يسعى في قوتك ؛ و لكن ابدأ برغيفيك فأحرزهما ثم تعبد .


و الاستغناء عن الناس ـ أيها الإخوة ـ بالكسب الحلال شرفٌ عالٍ و عزٌّ منيفٌ .


حتى قال الخليفة المحدَّث عمر بن الخطاب رضي الله عنه :


ما من موضع يأتيني الموت فيه أحب إلي من موطن


أتسوق فيه لأهلي ؛ أبيع و أشتري .


و من مأثور حكم لقمان : يا بنيَّ ، استغن بالكسب الحلال عن الفقر ،


فإنه ما افتقر أحدٌ قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقةٌ في دينه،


وضعفٌ في عقله، وذهاب مروءته.


إن في طيب المكاسب و صلاح الأموال سلامة الدين ، و صون العرض ،


و جمال الوجه ، و مقام العز .


و من المعلوم ـ أيها الأحبة ـ أن المقصود من كل ذلك الكسب الطيب ،


فالله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً ، و قد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين ؛


فقال عزَّ من قائل :


{ يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً }


[ المؤمنون : 51 ]


وقال عزَّ شأنه :


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ


وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }


[ البقرة : 172 ] .


و من أعظم ثمار الإيمان طيب القلب ، و نزاهة اليد ، و سلامة اللسان .


و الطيبون للطيبات ، و الطيبات للطيبين .


و من أسمى غايات رسالة محمد صلى الله عليه و سلم


أنه يُحلُّ الطيبات ، و يحرم الخبائث .


و في القيامة يكون حسن العاقبة للطيبين


{ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ طَيّبِينَ يَقُولُونَ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمُ


ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }


[ النحل : 32 ] .


رد مع اقتباس