عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-04-2013, 07:32 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

} وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ{
إبراهيم:7
وقل مثل ذلك :
في كل نعمة وموهبة وهبها الله الإنسان.
إنني لست بصدد بيان عوامل النجاح ومرتكزات القيادة والريادة ولكنني
أحاول أن أزيل هذا الوهم الذي سيطر على عقول كثير من رجال الأمة
وشبابها فأوصلنا إلى الحالة التي سرّت العدو وأحزنت الصديق .
إن الأمة تمر بحالة تاريخية ذهبية من العودة إلى الله
وتلمس طريق النجاة والنجاح والسعادة والرقي .
وإذا لم تستثمر تلك الإمكانات والطاقات الهائلة والأمة في حال إقبالها فإنه
سيكون الأمر أشد وأعسر في حال فتورها .إن من الأخطاء التي تحول بين
الكثيرين وبين تحقيق أعظم الأهداف وأعلاها ثمناً تصور أنه لا يحقق
ذلك إلا الأذكياء .
إن الدراسات أثبتت أن عدداً من عظماء التاريخ كانوا أناساً عاديين
بل إن بعضهم قد يكون فشل في كثير من المجالات كالدراسة مثلاً .
لا شك أن الأغبياء لا يصنعون التاريخ ولكن الذكاء أمر نسبي يختلف فيه
الناس ويتفاوتون وحكم الناس غالباً على الذكاء الظاهر بينما هناك قدرات
خفية خارقة لا يراها الناس بل قد لا يدركها صاحبها إلا صدفة أو عندما
يصرعلى تحقيق هدف ما فسرعان ما تتفجر تلك المواهب مخلفة
وراءها أعظم الانتصارات والأمجاد .إن كل الناس يعيشون أحلام اليقظة
ولكن الفرق بين العظماء وغيرهم :
أن أولئك العظماء لديهم القدرة وقوة الإرادة والتصميم على تحويل تلك
الأحلام إلى واقع ملموس وحقيقة قائمة وإبراز ما في العقل الباطن إلى شيء
يراه الناس ويتفيئون في ظلاله .
إن من أهم معوقات صناعة الحياة :
الخوف من الفشل وهذا بلاء يجب التخلص منه حيث إن الفشل أمر طبيعي
في حياة الأمم والقادةفهل رأيت دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة تذكر !
وهل رأيت قائداً لم يهزم في معركة قط ؟
والشذوذ يؤكد القاعدة ويؤصلها ولا ينقضها.
إن من أعظم قادة الجيوش في تاريخ أمتنا خالد بن الوليد سيف الله المسلول
وقد خاض معارك هزم فيها في الجاهلية والإسلام ولم يمنعه ذلك من المضي
قدماً في تحقيقأعظم الانتصارات وأروعها .
ومن أعظم المخترعين في التاريخ الحديث مخترع الكهرباء ( أديسون )
وقد فشل في قرابة ألف محاولة حتى توصل إلى اختراعه العظيم الذي
أكتب لكم هذه الكلمات في ضوء اختراعه الخالد .
وقد ذكر أحد الكتاب الغربيين أنه لا يمكن أن يحقق المرء نجاحاً باهراً
حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته .إن الذين يخافون من الفشل النسبي
قد وقعوا في الفشل الكلي الذريع
} أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا {
التوبة: من الآية49
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بينالحفر
إن البيئة شديدة التأثير على أفرادها حيث تصوغهم ولا يصوغونها
} إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ
وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ{
الزخرف: من الآية23
ولذلك فهي من أهم الركائز في التقدم أو التخلف والرجال الذين ملكوا ناصية
القيادة والريادة لم يستسلموا للبيئة الفاسدة ولم تمنعهم من نقل تلك البيئة
إلى مجتمع يتسم بالمجد والرقي والتقدم ولذلك أصبح المجدد

رد مع اقتباس