{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور
ِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّور
ِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
(الولي): قال ابن جرير في قوله تعالى:
{ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ }
(نصيرهم وظهيرهم، يتولاهم بعونه وتوفيقه:
{ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ }
يعني بذلك: يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان) .
{ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا }
(وكفاكم وحسبكم بالله ربكم وليا يليكم ويلي أموركم بالحياطة لكم،
والحراسة من أن يستفزكم أعداؤكم عن دينكم، أو يصدوكم
{ إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ }
(يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد للمشركين
من عبدة الأوثان: إن وليي ونصيري ومعيني وظهيري عليكم الله الذي
نزل الكتاب علي بالحق، وهو يتولى من صلح عمله بطاعته من خلقه) .
(-الولي- هو فعيل، من الموالاة، والولي: الناصر
{ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ }
وهو تعالى وليهم بأن يتولى نصرهم وإرشادهم، كما يتولى ذلك من الصبي
وليه، وهو يتولى يوم الحساب ثوابهم وجزاءهم) .
وذكر الخطابي نحو كلام الزجاج، وزاد:
(والولي أيضاً المتولي للأمر والقائم به، كولي اليتيم، وولي المرأة
في عقد النكاح عليها، وأصله من الولي، وهو القرب) .
يقول ابن جرير في قوله تعالى:
{ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
أنت ولينا بنصرك، دون من عاداك وكفر بك، لأنا مؤمنون بك ومطيعون
فيما أمرتنا ونهيتنا، فأنت ولي من أطاعك وعدو من كفر بك فعصاك،
فانصرنا لأنا حزبك، على القوم الكافرين الذين جحدوا وحدانيتك وعبدوا
الآلهة والأنداد دونك، وأطاعوا في معصيتك الشيطان.والمولى في هذا
الموضع المفعل، من ولي فلان أمر فلان فهو يليه ولاية
والله جل شأنه مولى الخلق أجمعين بمعنى أنه سيدهم ومالكهم وخالقهم
{ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ }
{ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ
مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }
ولا تتعارض هذه الآيات مع قوله تعالى:
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ }
ويجيب الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى عن هذا بقوله: (والجواب عن
هذا: أن معنى كونه مولى الكافرين أنه مالكهم المتصرف فيهم بما شاء،
ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين، أي: ولاية المحبة
والتوفيق والنصر، والعلم عند الله تعالى)