عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08-04-2013, 11:28 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وقد قال الله تعالى‏:‏

{ ‏إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ

فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ

فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ ‏}

‏ - يعني‏:‏ الرؤس –

‏{‏وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ‏}‏

[‏الأنفال‏:‏ 12‏]‏‏.‏

وفي ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ من طريق عكرمة بن عمار، عن أبي زميل،

حدثني ابن عباس‏.‏قال‏:‏

( بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتدُّ في أثر ِرجلٍ من المشركين أمامَه .
إذ سمع ضربَةً بالسوطِ فوقَه . وصوتُ الفارسِ يقول :
اقدُمْ حَيزومُ . فنظر إلى المشركِ أمامه فخرَّ مُستلقيًا .
فنظر إليه فإذا هو قد خُطم أنفُه ، وشُقَّ وجهُه كضربةِ السوطِ .
فاخضرَّ ذلك أجمعُ . فجاء الأنصاريُّ
فحدَّثَ بذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال :
صدقت . ذلك مددٌ السماء الثالثةِ
فقتلوا يومئذٍ سبعين . وأسَروا سبعين )
قال ابن إسحاق‏:‏

حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عمن حدثه، عن ابن عباس

عن رجل من بني غفار‏.‏

قال‏:‏ حضرت أنا وابن عم لي بدراً ونحن على شركنا، وإنا لفي جبل ننتظر

الوقعة على من تكون الدائرة، فأقبلت سحابة، فلما دنت من الجبل

سمعنا منها حمحمة الخيل، وسمعنا قائلاً يقول‏:‏ أقدم حيزوم،

فأما صاحبي فانكشف قناع قلبه فمات مكانه،

وأما أنا لكدت أن أهلك ثم انتعشت بعد ذلك‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 3 /342‏)‏

وقال ابن إسحاق‏:‏

وحدثني عبد الله بن أبي بكر عن بعض بني ساعدة، عن أبي أسيد مالك

بن ربيعة - وكان شهد بدراً - قال‏:‏ - بعد أن ذهب بصره - لو كنت اليوم

ببدر ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة

لا أشك فيه ولا أتمارى‏.‏

فلما نزلت الملائكة ورآها إبليس وأوحى الله إليهم‏:‏

‏{ ‏أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا‏ }‏،

وتثبتهم أن الملائكة كانت تأتي الرجل في صورة الرجل يعرفه فيقول له‏:‏

أبشروا فإنهم ليسوا بشيء والله معكم كروا عليهم‏.‏

وقال الواقدي‏:‏

حدثني ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس‏.‏

قال‏:‏ كان الملك يتصور في صورة من يعرفون من الناس يثبتونهم فيقول‏:‏

إني قد دنوت منهم، وسمعتهم يقولون‏:‏ لو حملوا علينا ما ثبتنا،

ليسوا بشيء، إلى غير ذلك من القول

فذلك قوله‏:‏

‏{ ‏إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا‏ }‏

الآية ‏[‏الأنفال‏:‏ 12‏]‏‏.‏

ولما رأى إبليس الملائكة نكص على عقبيه

وقال‏:‏ إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون وهو في صورة سراقة‏.‏

وأقبل أبو جهل يحرِّض أصحابه ويقول‏:‏ لا يهولنكم خذلان سراقة إياكم،

فإنه كان على موعد من محمد وأصحابه

ثم قال‏:‏ واللات والعزى لا نرجع حتى نفرق محمداً وأصحابه في الجبال،

فلا تقتلوهم وخذوهم أخذاً‏.‏

وروى البيهقي من طريق سلامة، عن عقيل، عن ابن شهاب

عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال‏:‏

قال أبو أسيد - بعد ما ذهب بصره -‏:‏ يا ابن أخي والله لو كنت أنا وأنت

ببدر ثم أطلق الله بصري لأريتك الشعب الذي خرجت علينا

منه الملائكة من غير شك ولا تمار‏.‏

وروى البخاري عن إبراهيم بن موسى، عن عبد الوهاب، عن خالد

عن عكرمة،

عن ابن عباس

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر‏:‏

(‏‏ هذا جبريل آخذ برأس فرسه وعليه أداة الحرب‏ ‏‏)‏‏.‏

وقال الواقدي‏:‏

حدثنا ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة،

عن ابن عباس، وأخبرني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه‏.‏

وحدثني عابد بن يحيى، عن أبي الحويرث، عن عمارة بن أكيمة الليثي،

عن عكرمة، عن حكيم بن حزام

قالوا‏:‏ لما حضر القتال ورسول الله صلى الله عليه وسلم رافع يديه يسأل

الله النصر وما وعده

يقول‏:‏

‏(‏‏ ‏اللهم إن ظهروا على هذه العصابة ظهر الشرك ولا يقوم لك دين ‏‏)

‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/343‏)‏

وأبو بكر يقول‏:‏ والله لينصرنك الله وليبيضن وجهك، فأنزل الله ألفاً

من الملائكة مردفين عند اكتناف العدو‏.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏ ‏أبشر يا أبا بكر هذا جبريل معتجر بعمامة صفراء

آخذ بعنان فرسه بين السماء والأرض‏ )‏

، فلما نزل إلى الأرض تغيَّب عني ساعة، ثم طلع وعلى ثناياه النقع يقول‏:

‏ أتاك نصر الله إذ دعوته‏.‏

وروى البيهقي عن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه‏.‏

قال‏:‏ يا بني لقد رأيتنا يوم بدر وأن أحدنا ليشير إلى رأس المشرك

فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:

حدثني والدي، حدثني رجال من بني مازن، عن أبي واقد الليثي

قال‏:‏ إني لأتبع رجلاً من المشركين لأضربه

فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أن غيري قد قتله‏.‏

وقال يونس بن بكير

عن عيسى بن عبد الله التيمي، عن الربيع بن أنس

قال‏:‏ كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة ممن قتلوهم

بضرب فوق الأعناق وعلى البنان مثل سمة النار وقد أحرق به‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏

حدثني من لا أتهم عن مقسم، عن ابن عباس‏.‏

قال‏:‏ كانت سيماء الملائكة يوم بدر عمائم بيض قد أرخوها على ظهورهم

إلا جبريل فإنه كانت عليه عمامة صفراء‏.‏

وقد قال ابن عباس‏:لم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر من الأيام،

وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عدداً ومدداً لا يضربون‏.‏

وقال الواقدي‏:‏

حدثني عبد الله بن موسى بن عبد الله بن أبي أمية، عن مصعب بن عبد الله

عن مولى لسهيل بن عمرو سمعت سهيل بن عمرو يقول‏:‏

لقد رأيت يوم بدر رجالاً بيضاً على خيل بلق بين السماء

والأرض معلمين يقتلون ويأسرون‏.‏

وكان أبو أسيد يحدث بعد أن ذهب بصره‏.‏

قال‏:‏ لو كنت معكم الآن ببدر ومعي بصري

، لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أمتري‏.‏

وقال إسحاق بن راهويه‏:

‏ حدثنا وهب بن جرير بن حازم، حدثني أبي، عن محمد بن إسحاق،

حدثني أبي، عن جبير بن مطعم‏.‏

قال‏:‏ رأيت قبل هزيمة القوم - والناس يقتتلون - مثل البجاد الأسود قد نزل

من السماء مثل النمل الأسود، فلم أشك أنها الملائكة، فلم يكن إلا هزيمة القوم

ولما تنزلت الملائكة للنصر ورآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين

أغفى إغفاءة، ثم استيقظ وبشَّر بذلك أبا بكر

وقال‏:‏

(‏‏ ‏أبشر يا أبا بكر هذا جبريل يقود فرسه على ثناياه النقع‏ ‏‏)‏

يعني‏:‏ من المعركة‏.‏

ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العريش في الدرع

فجعل يحرض على القتال ويبشر الناس بالجنة ويشجعهم بنزول الملائكة

والناس بعد على مصافهم لم يحملوا على عدوهم حصل لهم السكينة والطمأنينة

وقد حصل النعاس الذي هو دليل على الطمأنينة والثبات والإيمان،

كما قال‏:‏

‏{ ‏إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ‏ }‏ ‏

[‏الأنفال‏:‏ 11‏]‏‏.‏

وهذا كما حصل لهم بعد ذلك يوم أحد بنص القرآن،

ولهذا قال ابن مسعود‏:

‏ النعاس في المصاف من الإيمان، والنعاس في الصلاة من النفاق‏.‏

وقال الله تعالى‏:‏

‏{ ‏إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ

وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ

وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ‏}

‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 19‏]‏‏.‏‏(‏ج/ص‏:‏ 3/345‏)‏

قال الإمام أحمد‏:‏

حدثنا يزيد بن هارون، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني الزهري،

عن عبد الله بن ثعلبة أن أبا جهل قال - حين التقى القوم -‏:

‏ اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة‏.‏فكان هو المستفتح

وكذا ذكره ابن إسحاق في السيرة ورواه النسائي من طريق صالح بن كيسان

عن الزهري، ورواه الحاكم من حديث الزهري أيضاً

ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‏.‏

رد مع اقتباس