عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-04-2013, 11:21 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

قال ابن إسحاق‏:‏
وحدثني أبي إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم، عن أشياخ
من الأنصار قالوا‏:‏ لما اطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحي
فقالوا‏:‏ أحزر لنا القوم أصحاب محمد،
قال‏:‏ فاستجال بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم‏.‏
فقال‏:‏ ثلاثمائة رجل يزيدون قليلاً، أو ينقصون،
ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد‏.‏
قال‏:‏ فضرب في الوادي حتى أبعد فلم ير شيئاً، فرجع إليهم
فقال‏:‏ ما رأيت شيئاً، ولكن قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا،
نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس لهم منعة
ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم، حتى يقتل رجلاً منكم
فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رأيكم يا معشر قريش ‏؟‏
فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس، فأتى عتبة بن ربيعة فقال‏:‏
يا أبا الوليد إنك كبير قريش وسيدها، والمطاع فيها
هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر ‏؟‏
قال‏:‏ وما ذاك يا حكيم‏؟‏
قال‏:‏ ترجع بالناس وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي‏.‏
قال‏:‏ قد فعلت‏.‏
أنت عليَّ بذلك، إنما هو حليفي فعليَّ عقله وما أصيب من ماله‏.‏
فأت ابن الحنطلية - يعني‏:‏ أبا جهل –
فإني لا أخشى أن يسجر أمر الناس غيره‏.‏
(‏ج/ص‏:‏ 3/330‏)‏
ثم قام عتبة خطيباً فقال‏:‏ يا معشر قريش، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا
محمداً وأصحابه شيئاً، والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر إلى وجه
رجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه - أو ابن خاله - أو رجلاً من عشيرته
فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب، فإن أصابوه فذلك
الذي أردتم، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون‏.‏
قال حكيم‏:‏ فانطلقت حتى جئت أبا جهل، فوجدته قد نثل درعاً فهو يهنئها‏.‏
فقلت له يا أبا الحكم‏:‏ إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا‏.‏
فقال‏:‏ انتفخ والله سحره حين رأى محمداً وأصحابه، فلا والله لا نرجع
حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، وما بعتبة ما قال، ولكنه رأى محمداً
وأصحابهأكلة جزور، وفيهم ابنه فقد تخوفكم عليه، ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي‏.‏
فقال‏:‏ هذا حليفك يريد أن يرجع الناس، وقد رأيت ثأرك بعينك
فقم فانشد خفرتك ومقتل أخيك‏.‏
فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ثم صرخ‏:‏ واعمراه واعمراه‏.‏
قال‏:‏ فحميت الحرب وحقب أمر الناس واستوثقوا على ما هم عليه
من الشر وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة‏.‏
فلما بلغ عتبة قول أبي جهل انتفخ والله سحره‏.‏
قال‏:‏ سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره أنا أم هو‏.‏
ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه فما وجد في الجيش
بيضة تسعه من عظم رأسه فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له‏.‏
وقد روى ابن جرير‏:‏ من طريق مسور بن عبد الملك اليربوعي،
عن أبيه، عن سعيد بن المسيب‏.‏
قال‏:‏ بينا نحن عند مروان بن الحكم إذ دخل حاجبه
فقال‏:‏ حكيم بن حزام يستأذن، قال‏:‏ ائذن له‏.‏
فلما دخل قال‏:‏ مرحباً يا أبا خالد أدن، فحال عن صدر المجلس
حتى جلس بينه وبين الوسادة، ثم استقبله‏.‏
فقال‏:‏ حدثنا حديث بدر‏.‏
فقال‏:‏ خرجنا حتى إذا كنا بالجحفة رجعت قبيلة من قبائل قريش بأسرها
فلم يشهد أحد من مشركيهم بدراً، ثم خرجنا حتى نزلنا العدوة
التي قال الله تعالى، فجئت عتبة بن ربيعة‏.‏
فقلت‏:‏ يا أبا الوليد هل لك في أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت‏؟‏
قال‏:‏ أفعل ماذا‏؟‏
قلت‏:‏ إنكم لا تطلبون من محمد إلا دم ابن الحضرمي وهو حليفك
، فتحمل بديته ويرجع الناس‏.‏
فقال‏:‏ أنت علي بذلك وأذهب إلى ابن الحنظلية - يعني أبا جهل –
فقل له‏:‏ هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمك‏؟‏
فجئته فإذا هو في جماعة من بين يديه ومن خلفه، وإذا ابن الحضرمي
واقف على رأسه وهو يقول‏:‏ فسخت عقدي من عبد شمس
وعقدي اليوم إلى بني مخزوم‏.‏
فقلت له‏:‏ يقول لك عتبة بن ربيعة هل لك أن ترجع اليوم بمن معك‏؟‏
قال‏:‏ أما وجد رسولاً غيرك‏؟‏
قلت‏:‏ لا، ولم أكن لأكون رسولاً لغيره‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/331‏)‏
قال حكيم‏:‏ فخرجت مبادراً إلى عتبة لئلا يفوتني من الخبر شيء وعتبة
متكئ على إيماء بن رحضة الغفاري، وقد أهدى إلى المشركين
عشرة جزائر، فطلع أبو جهل الشر في وجهه‏.‏
فقال لعتبة‏:‏ انتفخ سحرك ‏؟‏
فقال له عتبة‏:‏ ستعلم‏.‏
فسلَّ أبو جهل سيفه فضرب به متن فرسه
فقال إيماء بن رحضة‏:‏ بئس الفأل هذا، فعند ذلك قامت الحرب‏.‏
وقد صف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وعباهم أحسن تعبية
فروى الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف‏.‏
قال‏:‏ صفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ليلاً‏.‏
وروى الإمام أحمد من حديث ابن لهيعة، حدثني يزيد بن أبي حبيب
أن أسلم أبا عمران حدثه أنه سمع أبا أيوب يقول‏:‏
( صفَّنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ بدرٍ فبدَرَتْ منا بادرةٌ أمامَ الصفِّ
فنظر إليهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال معي معي )
تفرد به أحمد وهذا إسناد حسن‏.‏
وقال ابن إسحاق‏:‏
وحدثني حبان بن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه‏:‏
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر،
وفي يده قدح يعدل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزية حليف بني عدي ابن النجار
وهو مستنتل من الصف، فطعن في بطنه بالقدح
وقال‏:
( استوِ يا سوادُ
فقال يا رسولَ اللهِ أوجَعْتَني وقد بعثك اللهُ بالحقِّ والعدلِ فأقِدْني
قال فكشف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن بطنِه
وقال استقِدْ
قال فاعتنقَه فقبَّل بطنَه
فقال ما حملكَ على هذا يا سوادُ قال يا رسولَ اللهِ حضَر ما ترى
فأردتُ أن يكون آخرُ العهدِ بك أن يمَسَّ جلدي جلدَك
فدعا له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخيرٍ وقال له استوِ يا سوادُ )

رد مع اقتباس