عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-11-2020, 03:21 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,098
افتراضي رمضان فرصة لتعظيم الله (19)



من: الأخت الزميلة / جِنان الورد



رمضان فرصة لتعظيم الله (19)





سؤال من إحدى الحاضرات:

كيف نشعر بالحقيقة الإيمانية؟ ما مثالها؟



الجواب: مثالها موقفنا من القرآن. فأنت سمعت بأن هذا القرآن مجيد عظيم.

اسعَ أن تتحول هذه المسألة حقيقة في قلبك تشعر بها، والطريق بالطبع

هو التدبر. لا تشتت نفسك، و لاتقل: سأذهب لمِنَ؟ أو: مَن يعلّمني؟ اعمل

العمليتين: اقرأ بدون عجلة وقل رب زدني علما، والطريق هو الذي يفتحه

سبحانه وتعالى. وكم كانت هناك آمال عند أشخاص أن يفهموا أو يتعلموا

فجعلها الله حقائق ويسر الأسباب من حيث لا يحتسبون، لكن لا تسأل عن

الأسباب! إنه يرزق أهل الأرض بأسباب لايستطيعون إدراكها، يرزقهم ما

تقوم به أبدانهم وما تقوم به أرواحهم. كم مهتدي اهتدى بموقف ما كان أحد

يتصور أن يهتدي بسببه، وكم سامع للأذان كأنه يسمعه أول مره، انكشفت

عنه الغمة. أسباب وصول الحق إلى القلب عجيبة لكن افعل ما أمر الله به:

لا تعجل وقل رب زدني علما.



إن الله إذا نظر إلى قلب عبده فوجده صادِق الشوق إلى معرفته فتح له أبواب

العلم عنه، لكن كن صادِق الشَّوق لأن تعرفه، الصدق الصدق مع الله، هؤلاء

القوم كما في سورة التوبة تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألّا يجدوا

ما ينفقون، هؤلاء في النهاية ما أنفقوا و لا ركبوا و لا خرجوا للغزوة، لكن

صِدقهم سُجِّل في السورة، سورة تُقرأ إلى قيام الساعة ! والسبب الصدق!

ما أنفقوا ولكنهم تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً، هذا الصِّدق ما كان

مردوده شيئًا ماديًا -أنهم أنفقوا- لكن جاء مردوده أن الله عزّ و جل

أثنى عليهم في القرآن.


المعنى: أنت تَعامَل مع ربك بالصدق، كم أمنية صادقة سَبَّبَ الله لك أسبابها،

و إذا سَبَّبَ الله لك أسبابها فعليك أن تبادر بأخذها وأن تكون حذراً وقت أخذها

من البطر أو الكسل أو أن تخلف وعد الله، لأن في سورة التوبة

قوم عاهدوا الله



{وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}



ثم آتاهم الله من فضله. هُم عاهدوا الله أن يتصدقوا و يفعلوا كذا و كذا من

الإحسان، فلما آتاهم الله بخلوا ! الشاهد الذي هو بمثابة المصيبة أنه



{فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}



بمعنى أنك تَصدُق في طلب الفرصة للعلم فيُسَبِّب لك الله أسبابها، ثم لما تأتِ

الأسباب تدخل في اختبار جديد وصعب، أصعب من عدم وجود الفرصة، لأنه

إذا رسبت في الاختبار بعد أن ألحّيت على الله يأتِ بعدها عقاب أن يورث هذا

العبد نفاق إلى أن يلقى الله، وهذا لا يخرجه من القلب شيء

إلا أن يتغمّد الله العبد برحمته!



رد مع اقتباس