الموضوع: أجزاء الصلاة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-13-2016, 03:03 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,896
افتراضي أجزاء الصلاة


من: الأخت / الملكة نــور
كيف يكون الإقبال
في كل جزء من أجزاء الصلاة


• فإذا انتصب العبد قائماً بين يديه ، فإقباله على قيُّومية الله
و عظمته فلا يتفلت يمنة و لا يسرة .


• و إذا كبَّر الله تعالى كان إقباله على كبريائه و إجلاله و عظمته.
و كان إقباله على الله في استفتاحه على تسبيحه و الثناء عليه
و على سُبحات وجهه ، و تنزيهه عمَّا لا يليق به ،
و يثني عليه بأوصافه و كماله .

• فإذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، كان إقباله على ركنه الشديد ،
و سلطانه و انتصاره لعبده ، و منعه له منه و حفظه من عدوه.

• و إذا تلى كلامه كان إقباله على معرفته في كلامه
كأنه يراه و يشاهده في كلامه


كما قال بعض السلف :
[ لقد تجلّي الله لعباده في كلامه.
و الناس في ذلك على أقسام و لهم في ذلك مشارب ، و أذواق
فمنهم البصير ، و الأعور ، و الأعمى ، و الأصم ،
و الأعمش ، و غير ذلك ]


• في حال التلاوة و الصلاة ، فهو في هذه الحال
ينبغي له أن يكون مقبلاً على ذاته و صفاته و أفعاله
و أمره و نهيه و أحكامه و أسمائه.

• و إذا ركع كان إقباله على عظمة ربه ، و إجلاله
و عزه و كبريائه ،
و لهذا شرع له في ركوعه أن يقول :
[ سبحان ربي العظيم ]

• فإذا رفع رأسه من الركوع كان إقباله على حمد ربه
و الثناء عليه و تمجيده و عبوديته له
و تفرده بالعطاء و المنع.

• فإذا سجد ، كان إقباله على قربه ، و الدنو منه ،
و الخضوع له و التذلل له ، و الافتقار إليه
و الانكسار بين يديه ، و التملق له.


• فإذا رفع رأسه من السجود جثى على ركبتيه ،
و كان إقباله على غنائه وجوده ، و كرمه و شدة حاجته إليهنّ ،ن
و تضرعه بين يديه و الانكسار ؛
أن يغفر له و يرحمه ، و يعافيه و يهديه و يرزقه .

• فإذا جلس في التشهد فله حال آخر ،
و إقبال آخر يشبه حال الحاج في طواف الوداع ،
و استشعر قلبه الانصراف من بين يدي ربه
إلى أشغال الدنيا و العلائق و الشواغل التي قطعه عنها
الوقوف بين يدي ربه و قد ذاق قلبه التألم و العذاب بها
قبل دخوله في الصلاة ،


• فباشر قلبه روح القرب ، و نعيم الإقبال على الله تعالى ،
و عافيته منها و انقطاعها عنه مدة الصلاة ،
ثم استشعر قلبه عوده إليها بخروجه من حمى الصلاة ،
فهو يحمل همَّ انقضاء الصلاة و فراغه منها

و يقول :
ليتها اتصلت بيوم اللقاء .
و يعلم أنه ينصرف من مناجاة مَن كلّ السعادة في مناجته ،
إلى مناجاة من كان الأذى و الهم و الغم و النكد في مناجاته ،
و لا يشعر بهذا و هذا إلا من قلبه حي معمور بذكر الله و محبته ،
و الأنس به ، و من هو عالم بما في مناجاة الخلق و رؤيتهم ،
و مخالطتهم من الأذى و النكد ، و ضيق الصدر و ظلمة القلب ،

و فوات الحسنات ، و اكتساب السيئات ،
و تشتيت الذهن عن مناجاة الله تعالى عز و جل .

أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة

رد مع اقتباس