عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-29-2011, 07:21 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الخطبه الثانيه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و امتنانه ،

و أشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه ،

و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،

الداعي إلى جنته و رضوانه ، صلى الله و سلم و بارك عليه ،

و على آله و صحابته و إخوانه ،

و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أمـــا بعـــد :

فاتقوا الله عباد الله ، و تأملوا فيما رواه

عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حين قال:

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( خلق الله جنة عدن بيده ، و دلى فيها ثمارها ، و شق فيها أنهارها ،

ثم نظر إليها فقال لها : تكلمي فقالت : { قدأفلحالمؤمنون } ،

فقال الله عز و جل : و عزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ) .


أرأيتم ياعباد لله ،

كيف يمنع البخل صاحبه من دخول جنة عرضها السموات و الأرض ؟

أرأيتم كيف يحرم البخل صاحبه من مجاورة الكريم المنان ؟

إنه داء خطير، وشر مستطير ، ذمّه الله تعالى و نهى عنه ، و توعد عليه

و جعله طريقاً للشقاء و العسر في الدنيا ، و سوء المنقلب و المصير في الآخرة

فقال تعالى

{ وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى،

وما يغني عنه ماله إذا تردى }

{ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم

سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير }


معاشر المؤمنين :

الإسلام يوصى بأن يكرم المرء نفسه ثم أهل بيته ثم ذوى رحمة ثم سائر الناس.

و معنى كرم المرء مع نفسه أن يشبع نهمتها من الحلال فيصدها عن الحرام ،

و أن يصونها عن مظاهر الفاقة التى تخدش مكانتها فى المجتمع ،

و تهبط بها دون المستوى الواجب لعزة المسلم ، و ذلك كله فى نطاق القصد الذى لا إسراف فيه

و لا شطط ، و للمسلم أن يمسك لديه من المال ما يبلغه هذه الأهداف المشروعة .

{ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ،

ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً }


و على رب البيت أن يتعرف المطالب المعقولة لأهله و ولده ، و أن ينفق عن سعة فى قضائها ،

فليس من الدين أن يدع المرء زوجته أو بنيه و بناته فى حال قلقة من الاحتياج و الضيق ،

ثم يضع ماله فى مصرف آخر مهما كان خطره ،

فروابط الأسرة أولى بالعناية و أحق بالتوثيق من غيرها .

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

( دينار أنفقته فى سبيل الله ، و دينار أنفقته فى رقبة ،

و دينار تصدقت به على أهلك ، أعظمها أجرا الذى أنفقته على أهلك )

إن فى هذا الإرشاد زجرا لطائفة من الناس يجنحون إلى السرف خارج بيوتهم

و بين أصدقائهم أو الغرباء عنهم ، فإذا خلوا إلى أهلهم كانوا أمثلة سيئة للتقتير و التعسف!

و فى الحديث

( يا أمة محمد و الذى بعثنى بالحق لا يقبل الله صدقة من رجل

و له قرابة محتاجون إلى صلته ويصرفها إلى غيرهم ،

و الذى نفسى بيده لا ينظر الله إليه يوم القيامة )

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

{ هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل

ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء

وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم }


ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و تعوذوا بالله من الجبن و البخل ،

و ضلع الدين و قهر الرجال .


ثم صلّوا و سلّموا على رسولِ الله نبيِّكم المصطفى محمّدٍ رسول الله المُجتبى ،

فقد أمركم بذلك ربّكم جل و علا ، فقال عز من قائلا عليما سبحانه :

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[الأحزاب: 56] .

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِكْ على عبدك و رسولك نبيّنا و سيّدنا محمّدٍ ،

صاحبِ الوجه الأنوَر و الجبين الأزهر و الخلُق الأكمل ،

و على آل بيتِه الطيّبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمهاتنا أمّهات المؤمنين ،

و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين و الأئمّة المهديّين :

أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ،

و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

و عنّا معهم بعفوِك و جودك يا أكرم الأكرمين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ،

و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين

اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،

و أنصر عبادَك المؤمنين ...

ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم

ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم

أنتهت

رد مع اقتباس