عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-21-2011, 12:42 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

و من صلّى الصُّبْح فهو في ذمّة الله .


و لقد ذُكِر عند النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه رجلٌ فقيل :


ما زال نائمًا حتى أصبح ، ما قام إلى الصلاة !


فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه :


(( ذاك رجلٌ بال الشيطان في أذنه ))


أخرجه البخاري .


أهل البُكُور قوم موفّقُون ، وجوههم مُسْفِرَة ، و نَوَاصِيهم مُشْرِقة ،


و أوقاتُهم مُباركة ، أهل جِدّ و عمل و سعي ،


يأخذون بالأسباب مُفَوّضين أمرهم إلى ربّهم ، متوكّلين عليه ، فهم أكثر عملاً ،


و أعظم رضًا ، و أشدّ قناعة ، و أرسخ إيمانًا ، و البركات فُيُوضٌ من الله و فُتُوحٌ ،


فتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ،


لا تقع تحت حَصْر لا في عمل و لا في عَدَد و لا في صورة و لا مكان


و لا زمان و لا أشخاص ، بركات من السماء و الأرض ،


بركات بكل أنواعها و ألوانها و صورها ، مما يَعْهُدُ الناسُ و مما لا يعهدونه .


فاستقيموا و لن تُحْصُوا ،


(( وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ))


[المزمل:20] .


عباد الله ، و حين يترك الناس البُكُور ، و يُهْمِلون الساعات المباركة ؛


تصبح أوقاتهم ضيّقة ، و صدورهم حَرِجَة ، و أعمالهم مُضْطَرِبة .


و بعد ، فهذا هو ديننا ، و هذا هو نهجنا ، و هذه هي إرشادات نبيّنا ،


فلماذا يسبقنا الآخرون ؟!


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


(( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ *


وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ *


وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ))


[الحجر:19-21].

نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم و بهدي محمد صلى الله عيه و على آله و صحبه و سلم .
و أقول قولي هذا ،
و أستغفر الله لي لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة فاستغفروه ،
إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبه الثانيه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله المُتَفَرِّد بالقُدْرة ، أحمده سبحانه لا تُقَدِّرُ الخلائقُ قَدْرَه ،


و أشكره على نعمٍ لا تُحصى ، و لا يُطيقُ العبادُ شُكْرَه .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ،


جَلّ صفةً ، و عزّ اسمًا ،


و أشهد أن سيّدنا و نبيّنا محمدًا عبد الله و رسوله


علا شرفًا و إلى ذُرَا الأخلاق سَمَا ، صلى الله و سلم و بارك عليه


و على آله و أصحابه كانوا على الحق أعلامًا ، و على الهُدَى أنْجُمًا ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان و سلّم تسليمًا .


أمـــا بعـــد :


أيها المسلمون ، البُكُور استقامة مع الفطرة في المخلوقات و الأشياء ،


و التبكير دليل قوّة العَزْم و شدّة التّشْمِير، و من أراد علمًا أو عملاً فليُبَادر بالبُكُور ،


فذلكم علامة اليقظة و النّباهة و الجدّ و الحَزْم و البُعْد عن الغفلة و الإهمال و الفوضى ،


روى مسلم في صحيحه أن رجلين جاءا إلى عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه


يزورانه بعد الفجر ، فأذنت لهم الجارية بالدخول فترَدّدَا ،


فقال لهما عبد الله بن مسعود :


( ادخلا ، أتظنان بابن أمّ عَبْدٍ الغفلةَ ؟! ) .


في البُكُور صفاء الذهن ، و جودة القَرِيحَة ، و حضور القلب ، و نَقَاء النفس ،


و نور الفكر ، فيه استجماع القُوى ، و استحضار المَلَكَة ، و انبعاث الفُتُوّة .


في البكور الهواء أنقى ، و العبد أتقى ، و النفس أطيب ، و الروح أزكى .


نسائم الصباح لها تأثيرها اللطيف على النفس و القلب و البدن و الأعصاب ،


و الجسم يكون في أفضل حالاته و أكمل قواه .


من غريب ما قالوا : إن أصحاب الأعمار الطويلة


هم من القوم الذين يستيقظون مُبَكّرين .


بل قالوا : إن الولادات الطبيعية في النساء تقع في ساعات النهار الأولى الباكرة .


بل إن بعض الباحثين يُرْجِع الاكتئاب و الأمراض النفسيّة


إلى ترك البُكُور و نوم الضُّحَى .


و بعد ، فتأمّلوا ـ رحمكم الله ـ حين يجتمع للعبد العاملِ الجادِّ البُكُور و البركة ،


بركة المال ، و بركة العمل ، و بركة الوقت ، فينتفع بماله ،


و يُفْسَحُ له في وقته ، و يُقْبِل على عمله ،


فينجز في الدقائق و الساعات ما لا ينجزه غيره ممن لم يُبارَك له في أيام و ليالي ،


يُبارَك له فيكون الانشراح و الإقدام و الإقبال و الرضا و الإنجاز .


ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و الزموا سُنَنَ الله ، و خذوا بالجدّ من أعمالكم ،


و الحَزْم من أموركم ، يُكتَب لكم الفلاح في الدنيا و الآخرة ،


فحيّ على الفلاح ، فالصلاة خير من النوم .


هذا وصلوا و سلموا على خير البرية نبيكم محمد رسول الله


فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز من قائل سبحانه :


{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ


يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً }

[الأحزاب:56] .

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و زِد و بارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد


الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،


و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين :


أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،


و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،


و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .



اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،


و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا


، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين


اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،


و أنصر عبادَك المؤمنين ...


ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم


أنتهت

رد مع اقتباس