عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-29-2015, 04:23 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,934
افتراضي ممن توفى سنة سبع واربع ومائتين


من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة سبع وأربعين ومائتين هـ
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها‏:‏ توفي من الأعيان‏:‏

إبراهيم بن سعيد الجوهري، وسفيان بن وكيع بن الجراح، وسلمة

بن شبيب‏.‏

وأبو عثمان المازني النحوي

واسمه‏:‏ بكر بن محمد بن عثمان البصري، شيخ النحاة في زمانه‏.‏

أخذه عن‏:‏ أبي عبيدة والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وغيرهم‏.‏

وأخذ عنه‏:‏ أبو العباس المبرد وأكثر عنه‏.‏

وللمازني مصنفات كثيرة في هذا الشأن، وكان شبيهاً بالفقهاء

ورعاً زاهداً ثقةً مأموناً‏.‏

روى عنه المبرد‏:‏
أن رجلاً من أهل الذمة طلب منه أن يقرأ عليه كتاب

سيبويه ويعطيه مائة دينار، فامتنع من ذلك‏.‏

فلامه بعض الناس في ذلك فقال‏:‏ إنما تركت أخذ الأجرة عليه لما فيه من

آيات الله تعالى‏.‏

فاتفق بعد هذا أن جارية غنت بحضرة الواثق‏:‏

أظلوم إن مصابكم رجلاً * رد السلام تحية ظلم

فاختلف من بحضرة الواثق في إعراب هذا البيت، وهل يكون رجلاً

مرفوعاً أو منصوباً، وبم نصب‏؟‏ أهو اسم أو ماذا ‏؟‏ وأصرت الجارية على

أن المازني حفظها هذا هكذا‏.‏ قال‏:‏ فأرسل الخليفة إليه، فلما مثل بين يديه

قال له‏:‏ أنت المازني ‏؟‏ قال‏:‏ نعم ‏!‏ قال‏:‏ من مازن تميم، أم من مازن ربيعة،

أم مازن قيس ‏؟‏ فقلت‏:‏ من مازن ربيعة‏.‏ فأخذ يكلمني بلغتي، فقال‏:‏ باسمك ‏؟‏

وهم يقلبون الباء ميماً والميم باء، فكرهت أن أقول مكر فقلت‏:‏ بكر‏.‏

فأعجبه إعراضي عن المكر إلى البكر، وعرف ما أردت‏.‏ فقال‏:‏ على

م انتصب رجلاً ‏؟‏ فقلت‏:‏ لأنه معمول المصدر بمصابكم‏.‏

فأخذ اليزيدي يعارضه فعلاه المازني بالحجة، فأطلق له الخليفة ألف

دينار، ورده إلى أهله مكرماً‏.‏ فعوضه الله عن المائة الدينار - لما تركها لله

سبحانه ولم يمكن الذمي من قراءة الكتاب لأجل ما فيه من القرآن

- ألف دينار عشرة أمثالها‏.‏

روى المبرد عنه، قال‏:‏ أقرأت رجلاً كتاب سيبويه إلى آخره، فلما انتهى

إلى آخره، قال لي‏:‏ أما أنت أيها الشيخ فجزاك الله خيراً، وأما أنا فوالله

ما فهمت منه حرفاً‏.‏

توفي المازني في هذه السنة، وقيل‏:‏ في سنة ثمان وأربعين‏.‏

رد مع اقتباس