عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-11-2013, 01:00 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

و قد أكد سبحانه وتعالى أن ما أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم هو الحق
بتأكيدات ثلاثة :
أولها: التعريف في لفظ { الْحَقُّ }
أي: ما أخبرناك به هو الحق الثابت الذي لا يخالطه باطل.
وثانيها: كونه من عند الله تعالى .
و كل شيء من عنده سبحانه فهو صدق، لا ريب فيه.
وثالثها: النهى عن الامتراء والشك في ذلك الحق ؛
لأن من شأن الأمور الثابتة أن يتقبلها العقلاء بإذعان و تسليم
وبدون جدل، أو امتراء .و أما النَّهْيُ عن الامتراء
في قوله تعالى :
{ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ }
[ آل عمران : 60 ]
فهو موجَّه في ظاهره إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الرازي:
[ و هذا بظاهرة يقتضي أنه كان شاكًا في صحة ما أنزل عليه ؛
وذلك غير جائز .
واختلف الناس في الجواب عنه:
فمنهم من قال: الخطاب،
و إن كان ظاهره مع النبي عليه الصلاة والسلام، إلا أنه في المعنى مع الأمة.
والثاني: أنه خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ،
والمعنى : فدُمْ على يقينك ، وعلى ما أنت عليه من ترك الامتراء]
وقال الألوسي :
[ ولا يضر فيه استحالة وقوع الامتراء منه صلى الله عليه وسلم،
بل ذكروا في هذا الأسلوب فائدتين :
إحداهما :
أنه صلى الله عليه وسلم، إذا سمع مثل هذا الخطاب، تحركت منه الأريحية ،
فيزداد في الثبات على اليقين نورًا على نور .
والفائدة الثانية :
أن السامع يتنبه بهذا الخطاب على أمر عظيم ،
فينزع و ينزجر عمَّا يورث الامتراء ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم،
مع جلالته التي لا تصل إليها الأماني، إذا خوطب بمثله، فما يظن بغيره ؟
ففي ذلك ثبات له صلى الله عليه وسلم، ولطف بغيره ]
وقيل: بل المقصود من هذا النهي : التعريض بالنصارى
الذين قال الله تعالى فيهم :
} ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ {
[ مريم : 34 ]
والله تعالى أعلم بمراده ،
وما ينطوي عليه كلامه من أسرار، سبحانه و تعالى !

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس