عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-12-2018, 05:35 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي نداءات المؤمنين (28)

من: الأخت/ الملكة نور

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نداءات المؤمنين (28)

المال قوام الحياة وكلما ضاقت المسافة بين الأغنياء والفقراء
كان المجتمع راقياً:


لأن موضوع المال يعد ثاني أكبر موضوعات الفقه لذلك أحد أكبر
المعاصي في كسب المال وفي استثمار المال موضوع الربا ، لماذا
الربا محرم ؟
أيها الأخوة الكرام الفكرة دقيقة أن الله عز وجل لحكمة بالغة بالغة جعل
من المال قوام الحياة ، أنت بالمال تأكل وتشرب و تتزوج ،
تشتري بيتاً ، تربي أولادك ، تأتي بالطعام ، بالشراب ، بالكساء ، جعل من المال
قوام الحياة ، هذا المال مجموعه يساوي كتلة ، أراد الله أن
تكون هذه الكتلة متداولة بين كل عباده ، هذا الوضع الصحي ، الوضع الطبيعي
الوضع الذي أراده الله قال تعالى:

{ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ }

( سورة الحشر الآية: 7 )

أي متداولاً بين الأغنياء منكم ، حالات البضائع معروضة عرضاً مذهلاً
لكن لا أحد يملك ثمنها إلا طبقة قليلة من الأغنياء والأقوياء ، هذه
حالة مرضية كبيرة جداً ، يعني بالمقياس العصري كلما قّلت المسافة
بين الأغنياء والفقراء وبين الأقوياء والضعفاء ارتقى المجتمع ،
وكلما طالت المسافة بين الأغنياء والفقراء والأقوياء والضعفاء تخلّف المجتمع ،
فقد تجد في دولة متخلفة مظاهر البذخ تفوق حدّ الخيال لكن لمن ؟
لفئة قليلة جداً جداً من الأقوياء والأغنياء ، وقد تجد في بلد آخر تكاد
تنعدم المسافة بين الفقير والغني ، كل إنسان يسكن في بيت ، عنده
مركبة ، يعالج ابنه معالجة مجانية ، الطب مؤمن ، فكلما ضاقت
المسافة بين الأغنياء والفقراء والأقوياء والضعفاء كان المجتمع
راقياً في المقياس المادي.

الوضع الصحي السليم الذي يريده الله أن تكون الكتلة المالية موزعة
بين كل الناس:

الآن هذه الكتلة من المال في بلد معين ، لو أننا جمعنا الكتلة المالية
مليار مليون فرضاً هذه الكتلة المالية الوضع المرضي الخطير أن
تكون بأيدي قليلة ، مليون لا يملكون واحداً وواحداً يملك مليوناً ،
الوضع الخطير أن عشرة بالمئة من سكان الأرض يملكون تسعين بالمئة من ثروات
الأرض وضع خطير ، هذا الوضع العالمي المعاصر ، الذي يسافر يرى
ألوان البذخ تفوق حدّ الخيال ، وشعوب تموت من الجوع ، عشرة
بالمئة من سكان الأرض وهم في دول الشمال يملكون تسعين بالمئة
من ثروات الأرض ، هذه الكتلة النقدية الوضع الصحي السليم الصحيح
الطبيعي الذي يريده الله أن تكون هذه الكتلة المالية موزعة بين كل الناس ،
كل إنسان بإمكانه أن يعالج ابنه ، ابنه يدرس بأرقى المدارس ،
يقتني أثاثاً معقول ، الحاجات الأساسية مؤمنة للجميع ، إذاً هذا المجتمع بخير حينما
قال الله عز وجل:

{ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ (84) }

(سورة هود)

سيدنا شعيب يخاطب أمته ، فقال العلماء معنى الخير توافر المواد
ورخص الأسعار ، كان بعض الولاة الصالحين كلما التقى بأحد من ولاه
في الأقاليم يسأله كيف الأسعار عندكم ؟ الأسعار مؤشر بحبوحة أو فقر ،
كلما ارتفع السعر صار في مشكلة.

الربا أحد أسباب تجمع الأموال بأيدٍ قليلة وحرمان الكثرة الكثيرة منه:

الآن الكتلة المالية في أمة ، في مجتمع ، الوضع الصحي أن تكون
متداولة والوضع المرضي الخطير الذي يورث انفجاراً أن يكون
توزيعها غير متناسب ، قلة قليلة يملكون كل شيء وكثرة كثيرة لا تملك
شيئاً ، الآن أي شيء يجمع الأموال بأيدٍ قليلة ويحرمه من الكثرة
الكثيرة محرم ، لأن المجتمع ينهار بهذا الأسلوب ، الربا أحد الأسباب
التي تجمع الأموال بأيدٍ قليلة وتحرمه الكثرة الكثيرة ، الإنسان أحياناً
على الشبكية يدخل على بنك يجد بناء فخماً مكيفاً ، موظفين أنيقين ،
كومبيوترات ، استقبال ، استمارات ، لماذا هذا محرم ؟
أنت حينما تسمح للمال أن يلد المال جمعت المال بأيدٍ قليلة وحرمته
الكثرة الكثيرة ، أما حينما تصر على أن تكون الأعمال سبب زيادة المال
عندئذ الأرباح توزع بين أكبر شريحة ، مثلاً إنسان أراد أن ينشئ
مشروعاً يحتاج إلى مقر ، اشترى محلاً ، هذا المحل انتفع منه صاحبه
الذي باعه ، يحتاج إلى كسوة هذا المحل ، مئتا مصلحة متعلقة
بإكساء البيوت والمحلات ، يحتاج إلى أثاث ، يحتاج إلى موظفين ،
يحتاج إلى قرطاسية ، إلى سيارة لنقل البضائع ، إلى مستودع ،
شئت أم أبيت نصف أرباحك مصاريف ، فكل إنسان يعمل في
عمل تجاري ، صناعي ، زراعي ، عنده مزرعة ظهرت
آفة استدعى مهندساً زراعياً ، اشترى مضخة ،
اشترى دواء ، أي إنسان يكسب المال عن طريق الأعمال شاء أم أبى ،
أحبّ أم كره ، سوف توزع هذه الأرباح على أكبر شريحة وكل أخ
تاجر يعرف ما أقول ، نصف الأرباح مصاريف ، يوجد عنده موظفون ،
مستودعات ، قرطاسية ، سيارات ، السيارة تحتاج إلى إصلاح يصلحها
عند إنسان العجلة دارت ، هذا الإنسان نفسه الذي رصد عشرة ملايين
لمشروع تجاري ، وضعهم في البنك ، وجلس في البيت كسلان
يستيقظ الساعة الثانية عشرة ما قدم شيئاً للأمة إلا أخذ مالاً دون جهد ، المال
وحده نما.


رد مع اقتباس