عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 06-05-2015, 05:27 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي




<b>
النصيحة الثانية: الطاعة في المعروف من المعروف


فإن من عادل حِكَم الشريعة وسلامة الطبيعة أيضاً:
أن جُعلت المرأة تعيش في كنف زوجها وتحت أمره،
وقوام الحياة بقوامة الرجل على المرأة بالعدل والقِسط،
ولهذا جاءت النصوص النبوية بالحث على طاعة الزوج وتعظيم قدره.


فقد روى الإمام أحمد بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
:
"إذا صلت المرأة خُمسها، وصامت شهرها، وحفِظت فَرجها وأطاعت زوجها
قِيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شِئت
".



وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لمُزَوَّجة:
"فأين أنتِ منه؟". قالت: ما آلوه -أي: ما أُقُصّر في خدمته إلا ما عجزتُ عنه -، قال: "فكيف أنتِ له؟ فإنه جنّتك ونارك"(1).



وروى البزار عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الناس أعظم حقاً على المرأة؟ قال: "زوجها"، قلت: فأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟ قال: "أمّه"
(2).

وروى البزار والطبراني أن امرأة قالت: يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك،
ثم ذكرتَ ما للرجال في الجهاد من الأجر والغنيمة ثم قالت: فما لنا من ذلك؟

فقال صلى الله عليه وسلم:
"أبلغي من لقيتِ من النساء أن طاعة الزوج واعترافاً بحقه يعدل ذلك،وقليل منكن من يفعله".


وأختم بما رواه أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"
(3).

فمن الأدب الرفيع وحصن الإحسان المنيع: إكرام الزوج بالطاعة،
فهذا إحسان حرِيٌّ بأن يُقابل بالإحسان.


فلن تُطالبي بأن تُطيعيه فيما يُغضب الله، أو ما لا طاقة لكِ به.


وكذلك ليس من حق الزوجية ولا من سلامة القيادة الأسرية أن تكوني مستبدة بالآراء،
ومخالِفةً لكل نعم ب(لا) ولكل لا ب(نعم)، فإن هذا من أعظم أسباب النّقم،
ومن أقبح ما يحذر منه عقلاء الرجال: النساء.


ولو تأملتْ الأخت الكريمة لوجدت:
أن بركة الطاعة للزوج يسبقها بركة صدق الاتباع لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فعوّدِي نفسك على أنكِ بطاعتكِ لزوجكِ ومصابرتكِ على ذلك؛
أنكِ في عبادةٍ واستجابة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.



كما لو تأملتْ الأخت الكريمة:
تجد أن جزاء الإحسان هو الإحسان عند ذوي الإحسان، فطاعتكِ لزوجكِ تحقق طاعته لكِ أيضاً فيما تطلبين، والأنفس الأبية الصافية جُبلت على مقابلة المعروف بالمعروف، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُطيع بعض رأي زوجاته فيما أشرنّ عليه به،
كما أطاع خديجة رضي الله عنها في ذهابه إلى ورقة بن نوفل،
ولهذا في بقية نساء النبي صلى الله عليه وسلم نظائر عدة.

فعليكِ بطاعة زوجكِ في المعروف،
وظاهر معنى الطاعة: الامتثال لأمر أو اجتناب نهي.

وأنتِ كوني أقرب منه بأكثر من ذلك في السير على رغباته،
فلا تنتظري منه أن يأمر أو ينهى،
بل تأملي مدة أيامك معه ما الذي يُحب وما الذي يَكره وعجّلي له به،
فليسبق فِعلك قوله من أمر ونهي، فهذا عنوان فِطْنتك من وجه،
وعزة نفسكِ بالمبادرة بالخير قبل أن يُطلب منكِ من وجه آخر.

ثم هذه الطاعة تقتضي الالتزام بها في سائر الأوقات،
بمعنى أن الزوج إن أمر بشيء أو نهى عن آخر فلا تنتظري هذا الأمر في كل مرة وكرة،
فإن هذا مما يأنف منه عقلاء الرجال،
وطالما عاتب الرجل أهله بتكرار أمره ونهي، ويقول: كم مرة قلتْ: افعلي كذا وكم مرة قلتْ: لا تفعلي كذا!!!


فإن عرفتي من خُلق الزوج كراهة شيء أو طلبه فلا تنتظري صدور أمره ونهيه في كل مرة،
فإن هذا من موجبات سآمة الزوج وملله من زوجته.


تتمة:

من خصوص ما جاء الأمر بالطاعة فيه طاعة المرأة لزوجها في طلبه للفراش
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأتهِ فباتَ غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تُصبح"(4) .


وفي رواية للبخاري ومسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها
حتى يرضى عنها".

فالأمر واضح وظاهر، والغاية بيّنة ومعتبرة، فلا يحق لكِ الامتناع عنه عند طلبه،
بل عامة ثورات غضب الرجال ومُبدلات الأحوال بالأحوال: هو قصور إشباع رغباتهم في هذا الباب،
فإن حُرم هذا المطلب ظهر أمام عينه منكِ كل قبيح، وحُجب عن ناظره منكِ كل مليح.


بل عين العقل وصِدق العِشرة وكمال حق التّبعل: أن تكوني جاهزة له في كل ليلة بأجمل حلة،
وأحلى منظر واجعلي هذا من عاداتك عند الذهاب للفراش حتى لو لم يطلب منكِ ذلك،
فإنكِ بذلك تكسبين وداده، وتتجنبين عتبه وانتقاده.

وإن كان لديكِ من الموانع الجسدية والنفسية ما يجعلك تكرهين ذلك تلك الليلة،
فبادريه بالاعتذار واذكري له الأسباب بلطف وحكمة، ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً.


-------------
(1): رواه الإمام أحمد والنسائي، قال المنذري: بإسنادين جيدين.
(2): قال المنذري في الترغيب والترهيب، والهيثمي في الزواجر: إسناده حسن.
(3): رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
(4): رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.


تابعونا في النصيحة الثالثة - بإذن الله تعالى -
</b>
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة هيفولا ; 06-05-2015 الساعة 07:05 AM
رد مع اقتباس