أسئلة و إجابات - (من) و (ما)
** ما الفرق بين استعمال (من) و (ما) في قوله تعالى
{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
ج ـ (من) تستعمل لذوات العقلاء وأولي العلم فقط وذلك في جميع أحوالها
1 ـ لصفات العقلاء (وما خلق الذكر والأنثى) والله هو الخالق،
(ونفس وما سوّاها) والله هو المسوي، (فانكحوا ما طاب لكم من النساء).
2 ـ وذوات غير العاقل (أشرب مما تشرب) فهي أعمّ وأشمل. لكن يبقى
السؤال لماذا الاختلاف في الاستعمال في القرآن الكريم فمرة تأني
ونستعرض الآيات التي وردت فيها (من) مع السجود :
{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا
وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ }
والطوع والكره من صفات العقلاء فاستعمل (من)
{ ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ
وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ }
الكلام قبلها في العقلاء فاستخدم (من) :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ
وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
أما في سورة النحل في قوله تعالى :
{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) }
الدابة أغلب ما تستعمل في اللغة لغير العاقل وهي عامة وشاملة فاستعمل
(ما)، وجاءت في الآية كلمة (شيء) وهي أعمّ كلمة في العربية.وعليه
فإنه من ناحية العموم ناسب استعمال (ما) ومن ناحية استعمالها لغير
العاقل ناسب استعمال (ما) لتقدم ذكر الدابة لأن الدابة كما أسلفنا تستعمل
في الغالب لغير العاقل.ونلاحظ في القرآن أنه تعالى عندما يستعمل
(من) يعطف عليها ما لا يعقل، كما في قوله تعالى:
{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا
وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ }
وفي سورة الحج قال الله عز وجل:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ
وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }
أما عندما يستعمل (ما) فإنه يعطف عليها من يعقل.
{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) }
وهو خط بياني لم يتخلف في القرآن أبدا، والحكمة البيانية منه: الجمع
حتى في آيات التسبيح وإن كان الخط أوضح في السجود، فاستعمل (من)
مع فعل يسبّح كما في قوله تعالى في سورة الإسراء:
{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا 44 }
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ
كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ 41 }
واستعمل (ما) كما في قوله تعالى في سورة الحشر
{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 24 }
{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ
الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 1 }
{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ
وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1 }
{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 1 }
ولحكمة البيانية من ذلك جمع كل شيء .