في كثير من الأحيان نتعامل مع ضميرنا
نهجر الوالدين ونتجاهل وحدتهم وحاجاتهم
وعجزهم وإشتياقهم ثم نزورهم آخر الأسبوع
لنتناول عندهم الغداء ونرمي عليهم الأبناء
نبخل ونقتر ونخاف على الدرهم
وننسى حقوق المسكين والفقير واليتيم
ثم تأتينا حالة الكرم فجأة فنكدس الملابس القديمة
في الأكياس لنتخلص منها بحجة التبرع
ننسى الأصحاب والأحباب ونغيب عن حياتهم
وظروفهم وأفراحهم وأحزانهم
ثم نرسل لهم رسالة على الهاتف تقول
جمعة مباركة مع أنها بدعة هذا ماسمعت
نقضي الساعات تلو الساعات نأكل في لحوم الآخرين
نغتاب ونفضح العيوب ونستمتع في كشف الأستار
حتى إذا ما إنتهينا تنهدنا بعمق وقلنا
نقصر في تربية الأبناء نجهل مشاكلهم
وإحتياجاتهم نغيب عن عيونهم
ثم ندخل عليهم بلعبة إلكترونية وبعض الهدايا
ما أكثر ما نخدع ضميرنا ونتعامل معه
كالمريض الذي نعطيه حقنة مخدر ليرتاح فترة
بينما مرضه لا يزال مستشريا في الجسد
فلننتبه قبل أن تزداد جرعات التخدير فيموت الضمير
خسارة حينما تكون هناك جنة عظيمة بحجم السماء والأرض وكنوز
ثمينة مدت بالطول والعرض فيدخل فيها خلق كثير من مختلف الشعوب
والأمم وتنحرم أنت لأجل زلة لم يغفل عنها القلم.مؤسف حينما يكتب الله
على نفسه الرحمة بأنها وسعت كل شيء خلقه بهذا الوجود ويطردك أنت
منها لتجاوزك عن بعض الشرائع والحدود حسرة حينما تمتلك جبالا
شاهقة من الحسنات تصل إلى عنان السماء وتمتلك أنهارا جارية
من الصدقات تدفقت وسط حدائق غناء ثم تأتي يوم القيامة مفلسا
ربما تلبس ساعتك فيخلعها لك وارثها وربما تغلق باب سيارتك فيفتحه
لك عامل الإسعاف وربما تقوم بغلق أزرار القميص فيفتحه لك المغسل
وربما تغمض عينيك في سقف غرفتك فلا تفتحها إلا أمام جبار السماوات
والأرض يوم القيامة فبادر بالأعمال الصالحة.أعتذر إذا كنت أفزعتك
لكن أحيانا نحتاج إلى القليل من الأحرف القاسية حتى تزداد نداوة أعيننا
أسأل الله تعالى الهدى والتقى والعفاف والغنى
والخاتمة الحسنة وأن يرضى عني وعنك
فليس بعد رضى الله إلا الجنة