عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-10-2011, 12:42 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الخطبه الثانيه

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا و يرضى ،

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الحمد في الآخرة و الأولى ،

و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،

أحلَّ لنا الطيبات ، و حرَّم علينا الخبائث ، و جعلنا على المحجة البيضاء ،

صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله الأصفياء ، و أصحابه الأوفياء ،

و التابعين ، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أمـــا بعـــد :

أيها الإخوة المسلمون ، خير سبيل للبعد عن المحرم ترك المشتبه ،

و سلوك مسالك الورع عند التردد ، و في الحديث :

(( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين

حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به البأس )) .

رواه ابن ماجه و الترمذي و قال حديث حسن غريب ،

(( فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه و عرضه ،

و من وقع في الشبهات وقع في الحرام ))

جزء من حديث رواه البخاري ،

و لقد قال الحسن البصري رحمه الله : مازالت التقوى بالمتقين

حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام .

و قال أبو الدرداء رضي الله عنه : تمام التقوى أن يتقي العبد ربه ؛

حتى يتقيه من مثقال ذرة ، و حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً ؛

حجاباً بينه و بين الحرام .

و لتعلموا رحمكم الله أن المشتبهات يحصل للقلوب عندها

القلق و الاضطراب الموجب للشك ،

و الورِع هو الوقَّاف عند المشتبهات يدع ما يريبه إلى ما لا يريبه .

أيها الإخوة في الله ، إن الله حكيمٌ عليم في توسيع الرّزق و تضييقِه على بعض العباد ،

و في الأثر :

(( إنّ من عبادي من لو أغنيتُه لأفسدتُ عليه دينَه ،

و إنّ من عبادي من لو أفقرتُه لأفسدتُ عليه دينَه ))،

و يقول جلّ و علا :

{ وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ في ٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء }

[ الشورى : 27 ] .

و عن أبي أمامة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :

( من اقتطع حق امريء مسلم بيمينه

فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة )

فقال له رجل : يارسول الله ، وإن كان شيئاً يسيراً ؟ ، قال :

( و إن قضيباً من أراك )

فاتقوا الله ـ رحمكم الله ـ و أطيبوا مطاعمكم و مشاربكم ،

و اتقوا الله في أنفسكم و أهليكم ، اتقوا ناراً وقودها الناس و الحجارة ،

عليها ملائكة غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ، و يفعلون ما يؤمرون .

ثم أكثِروا من الصلاةِ و السلام على سيِّد الأنام في جميعِ الأوقاتِ و الأيام ،

و اعلموا أنَّ للصلاة عليه في هذا اليومِ مزيَّةً و حكمة ،

فكلُّ خيرٍ نالَتْه أمته في الدنيا و الآخرة فإنما نالَتْه على يدِه ،

فجَمع الله لأمّته به خيرَي الدنيا و الآخرة ،

فأعظمُ كَرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يومَ الجمعة ، فإنَّ فيه بَعثَهم إلى منازلهم ،

و حضورَهم مساكنَهم في الجنة ، و هو يومُ المزيد لهم إذا دخَلوا الجنة ،

و هو يوم عيدٍ لهم في الدنيا ، و لا يُردُّ فيه سائلُهم ،

و هذا كلّه إنما عُرِف و تحصَّل بسبَبِه و على يدِه عليه الصلاة و السلام ،

فمِن الشكر و أداء الحقّ أن تُكثِروا من الصلاةِ و السلام عليه ،

كيف لا و قد أمركم ربكم بقوله عزَّ شأنُه :

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[ الأحزاب : 56 ] ؟!

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد

الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،

و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،

و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين :

أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،

و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،

و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا

، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو بلد من بلاد المسلمين

اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،

و أنصر عبادَك المؤمنين ...

ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم

أنتهت

رد مع اقتباس