عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-04-2012, 09:33 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله ، يجيب المضطر ، و يكشف السوء ، فارج الهم ، و كاشف الغم ،
و هو على كل شيء قدير ، أحمده سبحانه و أشكره ، و أسأله الفرج القريب و النصر العزيز ،
و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،
أفضل الشاكرين ، و قدوة العالمين صلى الله عليه و على آله وأصحابه الشاكرين
و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و سلم تسليماً كثيراً .
أمّــا بــعــد :
فيا أيّها الناسُ ، إنَّ مِن سماتِ شريعةِ الإسلامِ الدلالةُ إلى ما فيه الخير و التحذيرُ مما فيه الشر ،
و إن مما وجّهت به شريعتنا الغرّاء أن الهمومَ المفرِطة خطَر على كيان الأمة و إنتاجها ؛
و الصواب أن يستقبل الإنسان الحياةَ ببِشر و أمَل كي يستفيدَ من وقته
و يغتال القعودَ و القنوط .
و لا يُظَنّ بعاقل أن يزهَد بالأنس ، و إذا ما غَلبت المرءَ أعراضٌ قاهِرة فسَلبته الطمأنينةَ
و الرضا فإنه يجِب عليه أن يجنحَ إلى الدواءِ الناجِع الذي دلَّ عليه ديننا الحنيفُ ؛
حتى لا يكونَ الاستسلام لتيار الهمِّ الذي يولِّد انهيار الأعمال بالعجز و الكسل ؛
فقد كان النبيّ صلى الله عليه و سلم كما في الحديث الصحيح يتعوَّذ بالله من الهمّ و الحزن ،
و قال صلى الله عليه و سلم :
( مَنْ قال إذا أصبحَ و إذا أمْسى :
حَسبِي الله لا إلَه إلا هو عليه توكلتُ و هو ربُّ العرشِ العظيم
سبع مرات كفاه الله ما أهمّه )
رواه أبو داود .
و عليك -أيّها المهموم- أن ترطِّب لسانَك بذكرِ الله ؛
لتخرجَ من عنق الزجاجة إلى الفضاءِ و السّعة ، و إنّ زوال الهمّ مرهون بكثرةِ الاستغفار
و لزومِه كما قال صلى الله عليه و سلم :
( مَنْ لزِم الاستغفارَ جعلَ الله له من كلِّ ضيقٍ مخرجَا ، و منْ كلِّ همٍّ فرَجا ،
و رزقَه من حيث لا يحتسب )
رواه أبو داود و النسائي .
إنه لن ينفَع أحدَنا جنوحُه إلى الشكوى ، ما دام لم يطرُق باب أرحم الراحمين ،
المطّلع على الضمائر و ما تكنّه الصدور ؛ فمن فقد الأنس بالله فما عساه أن يجد ؟!
و من وجد الأنس بالله فما عساه أن يفقد ؟! ففرَّوا من همومكم إلى ربّكم و خالقكم و مولاكم .
دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجدَ ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يقال له : أبو أمامة ،
فقال عليه الصلاة و السلام :
( يا أبا أمامة ، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة ؟! )
قال : همومٌ لزِمتني و ديون يا رسولَ الله ،
قال عليه الصلاة و السلام :
( أفلا أعلِّمك كلامًا إذا قلتَه أذهبَ الله همَّك و قضى عنك دينك ؟ )
قال : بلى يا رسولَ الله ، قال :
( قل إذا أصبحت و إذا أمسيتَ : اللهم إني أعوذ بك من الهمّ و الحزن ،
و أعوذ بك من العَجز و الكسَل ، و أعوذ بك من الجبن و البُخل ،
و أعوذ بك من غلَبةِ الدين و قهرِ الرجال ) ،
قال أبو أمامة : ففعلتُ ذلك ، فأذهب الله همّي و قضى عني ديني .
رواه أبو داود .
عبادَ الله ، إذا كان اللجوءُ إلى الله تعالى سببًا في انسلالِ الهموم الجاثمةِ
على المرء فإنَّ ذكر الحبيبِ المصطفى صلوات الله و سلامه عليه سبَبٌ في الأنسِ
و كفاية الهمّ ؛ فقد قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله ،
أرأيتَ إن جعلتُ صلاتي كلّها عليك – أي : أصرف بصلاتي عليك جميعَ الزمن
الذي كنت أدعو فيه لنفسي - ،
قال عليه الصلاة و السلام :
( إذن يكفيك الله تبارك و تعالى ما أهمّك من دنياك و آخرتك )
رواه أحمد .
ألا فاتقوا الله عباد الله ، و أحسنوا التعاملَ مع الهموم تُفلِحوا ،
و حذارِ أن تكون همومكم من نسيجِ خيالكم و الواقع منها براء ، و خذوا أمورَ الدنيا بأسهلِ ما يكون ،
و غضّوا الطرفَ عن مُذكيات الهموم بالتغافل عنها ؛ فإن التغافل تسعة أعشار الحكمة .
و اعمَلوا على تخليص همّمكم من همّكم الدنيوي إلى همكم الأخروي ،
و إياكم و كثرةَ المعاصي فإنها كلاليب الهموم ، أجارنا الله و إياكم منها .
هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل
فقال جلّ مِن قائل سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب:56] .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين
و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،
و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين .
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت

رد مع اقتباس