من: الأخت/ الملكة نور
شرح الدعاء من الكتاب و السنة (55)
شرح دعاء
اللهم إني أعوذ بك من البرص ، و الجنون ، و الجذام ، و من سيئ الأسقام
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ
المفردات :
البَرَصُ: داءٌ معروف، نسأَل اللّه العافيةَ منه، ومن كل داءِ،
وهو بياض يقع في الجسد ، مما يغير الصورة والشكل.
الجنون : زوال العقل .
الجذام: علة تسقط الشعر وتفتت اللحم وتجري الصديد مما ينفر الناس منه لبشاعته .
سيئ الأسقام : الأمراض القبيحة الرديئة .
الشرح :
استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراض التي تُغيّر في الخِلْقة ؛
لشدة فظاعتها ، و نفورها عند الناس ، فاستعاذ صلى الله عليه و سلم منها :
قوله : ((من البرص)) : و هو مرض يُظهر في الأعضاء بياضاً غريباً
رديئاً يُغيّر في الخلق ، و الصورة ، والشكل، فينظر الناظر إليها ،
فيحصل للمصاب منها الحزن و الهمّ و الكدر .
قوله : ((الجنون)) : استعاذ صلى الله عليه وسلم من ((الجنون)) :
وهو ذهاب العقل، وهو على درجات مختلفة من ذلك ،
و لا يخفى علينا أهمية الاستعاذة منه كذلك.
قوله : ((الجذام)) : وهو مرض خطير ، و شديد ، و معدٍ بقدرة اللَّه تعالى،
يحصل بسببه سقوط الشعر، وتقطع الأعضاء ، و اللحم ،
و يجري الصديد منه، مما ينفّر منه الناس لشدة فظاعته، وسوء منظره ،
ويوضع صاحبه في معزل عن الخلق، نسأل اللَّه السلامة، و العافية .
و قوله : (( و من سيئ الأسقام )) : أي الأمراض الخطيرة الرديئة :
كالفالج ، و السل ، و الأمراض المزمنة، مع اختلاف أنواعها ،
و كأمراض هذا الزمان مثل : السرطان ، و الإيدز ، و غير ذلك ،
و العياذ باللَّه ، و لم يستعذ صلى الله عليه وسلم من كل الأمراض؛
لأن منها ما إذا تحامل عليها العبد على نفسه بالصبر خفّت مؤنته كالحمى ،
و الصداع ، و الرمد ، أما تلك الأمراض المزمنة؛ فإن العبد قد لا يؤمن
عليه السخط، والوقوع في الأمور غير المحمودة ، في أمور دينه ،
و يفرّ منه الصديق، و الحميم ، و الأنيس ، و المداوي ، والاستعاذة
(( من سيئ الأسقام )) : مع دخول الثلاثة (( البرص ، و الجنون ، و الجذام ))
فيها هو من عطف العام على الخاص لكونها أبغض شيء إلى العرب ،
لما تفسد هذه الأمراض الخلقة ، و تورث الآفات و العاهات ،
و لذا عدّوا من شروط الرسالة : السلامة ممّا ينفر منه الخَلْق ويشوِّه الخُلُق .