عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-04-2012, 09:28 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

و بعد : عبادَ الله ، فأعظَمُ الكرامة لزومُ الاستقامة ، و الاستقامةُ دليلُ اليقين
و طريقُ المخلصين و حُسن الظنِّ بربِّ العالمين .
أعوذ بالله منَ الشَّيطان الرَّجيم ،
{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ *
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[الأحقاف: 13، 14] .
بارك الله لي و لكم و نفعني الله و إيّاكم بالقرآن العظيم و بهديِ محمّدٍ صلى الله عليه و سلم ،
و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كلّ ذنبٍ و خطيئةٍ ،
فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله يجزي المتصدِّقين ، و يخلِف على المتّقين ، و يحبّ المحسِنين ،
و لا يضيعُ أجرَ المؤمنين ، أحمده سبحانه على فضلِه العظيمِ و إنعامِه المستدِيم ،
و أشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له الجوادُ الكريم ربّ العرش العظيم ،
و أشهد أنَّ سيِّدنا و نبيَّنا محمَّدًا عبد الله و رسوله خاتم النبيِّين و سيِّد المرسلين ،
صلّى الله و سلَّم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه أجمعين ،
و التابعين و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، و سلَّم تسليمًا كثيرا .
أمّــا بــعــد :
فالاستقامةُ ـ رعاكم الله ـ الوفاءُ بالعهود و مفارقةُ المعهود و القيامُ بين يدَي الله
على حقيقة الصّدق و ملازمةُ حدِّ التوسّط في كلِّ أمور الدين و الدنيا،
و لقد قال الله عزّ و جلّ مخاطبًا بني إسرائيل :
{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ
وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى *
كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي
وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى }
[طه: 80، 81] .
و قال حذيفةُ بن اليمان رضي الله عنه :
( يا معشرَ القُرّاء ، استقيموا ، فقد سُبِقتم سبقًا بعيدا ،
فإن أخذتم يمينًا و شمالاً لقد ضَللتم ضلالا بعيدًا ) .
و يوضِّح الإمام ابن القيم رحمه الله الارتباطَ الوثيقَ بين الاستقامة و لزومِ السنّة
و الاعتصامِ بالهُدى، فيقول رحمه الله : " إنَّ الشيطان يختَبر قلبَ العبدِ ،
فإن رأى فيه دَاعِيةً للبدعة و إِعراضًا عن كمالِ الانقياد للسّنّةِ أخرجه عنِ الاعتصام بها ،
و إن رأَى فيه حرصًا على السنة و شدّةَ طلبٍ لها أمرَه بالاجتهاد و الجَور على النفس
و مجاوزة حدّ الاقتصاد " .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، فكلُّ الخير و الحقّ و العدل و الرّحمة بلزوم نهجِ الاستقامة ،
فاجتهادٌ في اقتصاد و إخلاصٌ مقرون بالاتّباع ،
و قد قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم :
( اقتصادٌ في سبيلٍ و سُنّة خيرٌ من اجتهادٍ في خِلاف سبيلٍ وسنّة ) ،
و مِن دعاء الحسنِ رحمه الله :
" اللّهمّ أنت ربُّنا ، فارزقنا الاستقامة ".
هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل
فقال جلّ مِن قائل سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب:56] .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين
و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،
و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين .
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت

رد مع اقتباس