عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-28-2019, 10:24 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,048
افتراضي ذوق الصلاة عند ابن القيم (57)

من: الأخت الزميلة / جِنان الورد



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ذوق الصلاة عند ابن القيم (57)


الرحمن الرحيم

ثم يشهد عند ذكر اسم "الرحمن" جل جلاله ربًا محسنًا إلى خلقه بأنواع

الإحسان متحببًا إليهم بصنوف النعم، وسع كل شيء رحمة وعلمًا، وأوسع

كل مخلوق نعمة وفضلا فوسعت رحمته كل شيء ووسعت نعمته كل حي،

فبلغت رحمته حيث بلغ علمه، فاستوى على عرشه برحمته، وخلق خلقه

برحمته وأنزل كتبه برحمته، وأرسل رسله برحمته وشرع شرائعه برحمته،

وخلق الجنة برحمته، والنار أيضًا برحمته، فإنها سوطه الذي يسوق به

عباده المؤمنين إلى جنته، ويطهر بها أدران الموحدين من أهل معصيته

وسجنه الذي يسجن فيه أعداءه من خليقته.



فتأمل ما في أمره ونهيه ووصاياه ومواعظه من الرحمة البالغة، والنعمة

السابغة، وما في حشوها من الرحمة والنعمة، فالرحمة هي السبب المتصل

منه بعباده، كما أن العبودية هي السبب المتصل منهم به، فمنهم إليه

العبودية ومنه إليهم الرحمة.

ومن أخص مشاهد هذا الاسم شهود المصلي نصيبه من الرحمة الذي أقامه

بها بين يدي ربه، وأهله لعبوديته ومناجاته، وأعطاه ومنع غيره وأقبل بقلبه

وأعرض بقلب غيره وذلك من رحمته به.

رد مع اقتباس