عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-10-2016, 01:58 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,896
افتراضي قصص قصيرة فيها العبرة والعظة " فصاحة الأعرابي"


من: الأخت / غـــرام الغـــرام
قصص قصيرة فيها العبرة والعظة
" فصاحة الأعرابي"


يُحكى أنّ أعرابياً من أهل البادية
حلّ ضيفاً على رجل من أهل الحضر ،
وكان عند الحضري دجاج كثير ، وله إمرأة وإبنان وإبنتان


فقال لزوجته :
اشوي لنا دجاجة
وقدّميها لنتغدى بها .

فلمّا حضر الغداء ، جلسوا جميعاً :
الرجل وامرأته وابناه وابنتاه والأعرابي الضيف ،

فقدّم الرجل الدجاجة للأعرابي
وطلب منه أن يقسِّمها بين جميع الجالسين ،
وأراد بذلك أن يسخر من الأعرابي بسذاجته ،

قال الأعرابي :
لا أُحسن القسمة ،
ولكن لو ترضون بقسمتي فسأقسم بينكم .

قالوا له :
فإنّا نرضى بقسمتك

فأخذ الدجاجة وقطع رأسها ،
وأعطاه للرجل وقال :
والجناحان للإبنين

ثمّ قطع الساقين ، فقال :
والساقان للإبنتين

ثمّ قطع الزَّمكي ، وقال :
العجز للعجوز

ثمّ قال :
الزور للزائر

وهو ما تبقى من الدجاجة
بعد أن نزع رأسها وجناحيها وساقيها ،
فأخذ الدجاجة بأسرها له .

أغضبت القسمة الحضري صاحب البيت ،
فقال لزوجته :
في اليوم التالي
اشوي لنا خمس دجاجات

وأراد بذلك أن يُحرج الأعرابي

فلمّا حضر الغداء ، قال للأعرابي :
اقسم بيننا

قال الأعرابي :
أظن أنّكم غضبتم من قسمتي أمس

قالوا :
لم نغضب ، فاقسم بيننا

فقال الأعرابي :

شفعاً أم وتراً ؟
أي هل أقسمها عدداً فردياً أم زوجياً ؟

قالوا :
وتراً

قال :
نعم

وأراد الأعرابي أن يقسمها
بحيث تصبح مجموعات تتكوّن كل منها من ثلاث مجموعات
لتكون قسمة متساوية

فقال للرجل :
أنت وزوجتك
لو أعطيتكما دجاجة فيصبح عددكم ثلاثة

ورمى بدجاجة لهما ، ثمّ قال :
والولدان إثنان
لو أعطيتهما دجاجة سيتساويان معكما
ويصبحون ثلاثة مثلكما

ورمى الثانية ، ثمّ قال:
وابنتاك اثنتان أيضاً ،
ولو أعطيتهما دجاجة لأصبحن مثلكما ثلاثة

ورمى الثالثة ، وبهذا فقد قسّم الموجودين بكل دهاء
إلى مجموعات تتكوّن من ثلاث


ثمّ قال :
وأنا ودجاجتان نصبح مثلكم ثلاثة

فأخذ الدجاجتين ،
ورآهم وهم يتحسّرون على الدجاجتين
اللتين أخذهما لنفسه

فقال لهم :

لماذا تستغربون ؟
ألم تعجبكم القسمة ؟


والله إنّ القسمة الفردية
لا تصبح صحيحة إلا بهذه الطريقة

قالوا :
فاقسمها شفعاً أي عدداً زوجياً

فأعاد الدجاجات الخمس إليه ، وبدأ من جديد

ثمّ قال للرجل :
أنت والولدان ودجاجة
يصبح عددكم أربعة ،

ورمى إليهم دجاجة ثمّ قال :
و العجوز أي زوجة الرجل وابنتاها ودجاجة
يصبحن أيضاً أربعة

ورمى إليهنّ بدجاجة ، ثمّ قال :
وأنا والدجاجات الثلاث الباقية نصير مثلكم أربعة

وضمّ إليه ثلاث دجاجات ،
وبهذه الطريقة قسّم الحضور إلى مجموعات تتكوّن من أربع .

فما كان من الرجل إلا أن قبل بقسمة الأعرابي ،
وسكت بعد أن آمن بفصاحته ، وخاف أن يعود عليه بقسمة جديدة
تفقده حتى الدجاجة التي أخذها مع إبنيه .

العبرة :

في كثير من الأحيان تظن أنّك قد وصلت لحل مشكلتك المثالي ،
ولكن تأكّد أنّك لو نظرت إليها بمنظور آخر وبشكل مختلف ،
فربّما كان لها أكثر من حل ، وربّما كانت هذه الحلول أكثر نفعاً
أو أقل خسارة .

رد مع اقتباس