عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-22-2011, 12:19 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

يا أصحاب الإعلام و الأقلام اتقوا الله فيما تكتبون و تنشرون ،

إذا اشتدت ملابسة الذنوب للقلوب فقدت الغيرة على الأهل و المحارم ،

فلا تستقبح قبيحًا ، و لا تنكر منكرًا .

أيها المسلمون ، لقد فشا في كثير من المجتمعات

الربا و الزنا ، و شُرِبَتَ الخمور و المسكرات ، و أدُمِنَتَ المخدرات كثر أكل الحرام ،

و تنوعت به الحيل ، شهادات باطلة ، و أيمان فاجرة ، و خصومات ظالمة ،

ارتفعت أصوات المعازف و المزامير ،

و فشت رذائل الأخلاق و العادات في البنين و البنات ، فإلى متى الغفلة عن سنن الله ؟!

و نعوذ بالله من الأمن من مكر الله

{ ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }

[ الأنفال: 53 ] .

أيها الإخوة في الله ، إن ربكم يخوفكم بالآيات و النذر ، و الشدة و النكال ،

زلازل و براكين ، و رياح و أعاصير ، و حروب و فيضانات ،

و أمراض و أوبئة يصيب بها من يشاء ، و يصرفها عمن يشاء ،

و هو شديد المحال .

تفكروا ـ رحمكم الله ـ في حُكم المولى و حكمته في تصريف الأمور و تدبير الأحوال ،

ما أصاب العباد فبما كسبت أيديهم ، و لكنه بفضله سبحانه يعفو عن كثير

{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ }

[ فاطر: 45 ] .

و من أجل هذا فارجعوا إلى ربكم و توبوا إليه ، و استغفروه ، و أحسنوا الظن به ،

اجعلوا الرجاء في مولاكم نصب أعينكم ، و محط قلوبكم ، فربكم نعم المولى ،

و نعم المرتجى ، يغفر الذنوب ، و يكشف الكروب ،

و لا يملأن قلوبكم اليأس من روح الله و فضله و إفضاله ،

فتظنون به ما لا يليق بجلاله و كماله ، أليس هو الذي رزق الأجنة في بطون أمهاتهم ،

ربّاها صغارًا ، و غمرها بفضله كبارًا .

تراكمت الكروب فكشفها ، و حلت الجدوب فرفعها ، أطعم و أسقى ، و كفى و آوى ،

و أغنى و أقنى ، نعمه لا تحصى ، و إحسانه لا يستقصى ،

كم قصدته النفوس بحوائجها فقضاها ، و انطرحت بين يديه ففرج كربها و أعطاها ،

سبحانه و بحمده ، لا رب لنا سواه ، و لا نعبد إلا إياه ، لا ملجأ و لا منجى منه إلا إليه ،

هو ربنا و مولانا ، و هو أرحم الراحمين ، و أكرم الأكرمين .

فراجعوا أنفسكم ـ رحمكم الله ـ بالاعتراف بتقصيركم و عيوبكم ،

و توبوا إلى ربكم من جميع ذنوبكم ، وجهوا قلوبكم إلى من بيده خزائن الرحمة و الأرزاق ،

و أمِّلوا الفرج من الرحيم الخلاق ، فأفضل العبادة انتظار الفرج ،

و احذروا اليأس و القنوط ، و اجتنبوا السخط و العجز ،

توبوا إلى ربكم من ذنوبٍ تزلزلت لها الأرض و ارتجفت ،

و أقلعوا من مظالم اهتزت لها الجبال و تصدعت .

تعطفوا على فقرائكم بالرحمة و الإحسان ، أدوا الحقوق إلى أصحابها ،

و ردوا المظالم إلى أهلها ، قوموا بمسؤولياتكم على وجهها ،

أحسنوا إلى الخدم و العاملين ، و اليتامى و المستضعفين ،

أدوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ، و لا تبخسوا الناس أشياءهم ،

و لا تأكلوا أجرهم و مرتباتهم ، مروا بالمعروف ، و انهوا عن المنكر ،

و أصلحوا ذات بينكم ، و أحسنوا تربية بناتكم و أبنائكم ، و بروا والديكم ،

و صلوا أرحامكم ، أدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم ،

و تصدقوا من فضول أموالكم و اتقوا النار و لو بشق تمرة .

إنّ من تأمَّل أحوالَ بعضِ الناس و مواقفَهم و مسالكهم رأى أمورًا مخيفة ؛

فيهم جرأةٌ على حرمات الله شديدة و انتهاكٌ للموبِقات عظيمة و تضييعٌ لأوامر الله

و تجاوزٌ لحدودِه و تفريطٌ في المسؤوليات في العبادات و المعاملات و إضاعة للحقوق ،

فالحذر الحذر ـ رحمكم الله ـ من مكر الله ، فلا يأمن مكر الله إلا القومُ الخاسرون .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،

{ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ *

فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ

قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }

[ يونس: 101، 102 ] .

لازموا الثناء على ربكم ، و أكثروا من الصلاة و السلام على نبيكم الهادي البشير ،

سيدنا و إمامنا و قدوتنا ،

فالدعاء موقوف بين السماء و الأرض حتى يُصلَّى على النبي صلى الله عليه و سلم

كما جاء في الأثر .

اللهم صل على محمد و على آل محمد ،

كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ،

و بارك على محمد و على آل محمد ،

كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم ،

في العالمين إنك حميد مجيد .

اللهم صل على سيدنا و نبينا محمد و على آله وأزواجه و أصحابه .

ربنا ظلمنا أنفسنا ، و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين .

اللهم إن الخلق خلقك ، و الأرض أرضك ، و الأمر أمرك ،

اللهم إنا نعوذ بك من يومِ السوء و مِن ليلة السوء و من ساعة السوء ،

اللهم أسكن الأرض و ادفع عنا الزلازل و البراكين ،

اللهم اجعلنا في ضمانِك و أمانِك و إحسانك يا أرحم الراحمين ،

حسبنا الله و كفى ، و سلام على نبيه المصطفى ، سمع الله لمن دعا ،

ليس و راء الله منتهى ، على الله توكلنا و إليه أنبنا ،

اللهم إنا نعوذ بك من الطعن و الطاعون و الوباء و هجوم البلاء

في النفس و الأهل و المال و الولد .

الله أكبر مما نخاف و نحذر ، الله أكبر عدَد ذنوبنا حتى تغفر ،

اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء و درك الشقاء و سوء القضاء و شماتة الأعداء ...

{ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا

رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا

رَبَّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا

أَنتَ مَوْلَـٰنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ }

[ البقرة: 286 ] .


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،

قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،

و أستغفر الله إنه كان غفاراً .

رد مع اقتباس