عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-10-2013, 03:11 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فيما يجب على المسلم بعد شهر رمضان

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله مقدر المقدور، مصرف الأيام والشهور،
أحمده على جزيل نعمه وهو الغفور الشكور،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير
والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا
إلى يوم البعث والنشور.
أيها الناس اتقوا الله تعالى وتفكروا في سرعة مرور الأيام والليالي
وتذكروا بذلك قرب انتقالكم من هذه الدنيا فتزودوا بصالح الأعمال،
حل بكم شهر رمضان المبارك بخيراته وبركاته، وعشتم جميع أوقاته،
ثم انتهى وارتحل سريعا شاهدا عند ربه لمن عرف قدره
واستفاد من خيره بالطاعة، وشاهدا على من تجاهل فضله
وأساء فيه بالإضاعة، فليحاسب كل منا نفسه ماذا قدم في هذا الشهر
فمن قدم فيه خيرا فليحمد الله على ذلك وليسأله القبول
والاستمرار على الطاعة في مستقبل حياته، ومن كان مفرطا فيه
فليتب إلى الله وليبدأ حياة جديدة يستغلها بالطاعة بدل الحياة
التي أضاعها في الغفلة والإساءة لعل الله يكفر عنه ما مضى ويوفقه
فيما بقي من عمره، قال تعالى:
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( وأتبع الحسنة السيئة تمحها )
وقال تعالى :
{ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }
عباد الله إن شهر رمضان كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار )
وذلك لأن الناس مع هذا الشهر لهم حالات مختلفة،
فمنهم من وافاه هذا الشهر وهو مستقيم على الطاعة،
يحافظ على صلاة الجمع والجماعة، مبتعد عن المعاصي،
ثم اجتهد في هذا الشهر بفعل الطاعات فكان زيادة خير له،
فهذا تناله رحمة الله لأنه محسن في عمله، وقد قال تعالى:
{ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
ومنهم من وافاه هذا الشهر فصام نهاره وقام ما تيسر من ليله،
وهو قبل ذلك محافظ على أداء الفرائض وكثير من الطاعات
لكن عنده ذنوب دون الكبائر، فهذا تناله مغفرة الله، قال تعالى:
{ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة
ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )
ومنهم من وافاه شهر رمضان وعنده ذنوب كبائر لكنها دون الشرك،
وقد استوجب بها دخول النار، ثم تاب منها وصام هذا الشهر
وقام ما تيسر منه، فهذا يناله الإعتاق من النار بعدما استوجب دخولها،
ومنهم من وافاه الشهر وهو مقيم على المعاصي من فعل المحرمات
وترك الواجبات وإضاعة الصلاة فلم يتغير حاله ولم يتب إلى الله من سيئاته
أو تاب منها توبة مؤقتة في رمضان ولما انتهى عاد إليها،
فهذا هو الخاسر الذي خسر حياته وضيّع أوقاته،
ولم يستفد من هذا الشهر إلا الذنوب والآثام،
والمحروم من حرمه الله، والشقي من أبعده الله،
عباد الله إن عبادة الله واجبة في كل وقت، وليس لها نهاية إلا بالموت،
قال تعالى :
{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
وقال تعالى :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث )
والموت قريب، ولله عبادات تؤدى في مواقيتها المحدودة يوميا
وأسبوعيا وسنويا، وهذه العبادات منها ما هو أركان للإسلام
وما هو مكمل له، فالصلوات الخمس تؤدى في كل يوم وليلة،
وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، هي عمود الإسلام،
والجمعة تؤدى كل أسبوع وهي من أعظم شعائر الإسلام يجتمع لها
المسلمون في مكان واحد اهتماما بها، والزكاة قرينة الصلاة
وهي في غير المعشرات تؤدى كل سنة، وأما المعشرات فتؤدى زكاتها
عند الحصول عليها، وصيام شهر رمضان يجب في كل سنة،
وحج بيت الله الحرام يجب على المسلم المستطيع مرة في العمر،
وكذا العمرة، ومازاد على المرة من الحج فهو تطوع،
وإلى جانب هذه العبادات الواجبة عبادات مستحبة، مثل نوافل الصلوات،
ونوافل الصدقات، ونوافل الصيام، ونوافل الحج والعمرة،
وهذا مما يدل على أن حياة المسلم كلها عبادة،
إما واجبة وإما مستحبة فالذي يظن أن العبادة مطلوبة منه في شهر رمضان
وبعده يُعفى من العبادة قد ظن سوءا وجهل حق الله عليه ولم يعرف دينه،
بل لم يعرف الله حق معرفته، ولم يقدره حق قدره،
حيث لم يطعه إلا في رمضان، ولم يخف منه إلا في رمضان،
ولم يرج ثوابه إلا في رمضان، إن هذا الإنسان مقطوع الصلة بالله،
مع أنه لا غنى له عنه طرفة عين، والعمل مهما كان إذا كان مقصورا
على شهر رمضان هو عمل مردود على صاحبه مهما أتعب نفسه فيه،
لأنه عمل مبتور لا أصل له ولا فرع وإنما ينتفع برمضان
أهل الايمان الذين هم على الاستقامة في كل زمان، يعلمون أن رب الشهور
واحد، وهو في كل الشهور مطلع على أعمال عباده وشاهد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

حديث اليوم
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق :
( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ،
ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله إليه الملك ،
فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وعمله وأجله
وشقي أو سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ،
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ،
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ،
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )
رواه البخاري ومسلم .

قطوف
سئل الداراني فقيل له :
ما أعظم عمل يتقرب به العبد إلى الله؟
فبكــى رحمه الله ثم قال:
[ أن ينـظــر الله إلى قلبـك فيـرى أنـك لا تـريـد من الدنيــا والآخـرة إلا هـــو ]

رد مع اقتباس