عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-14-2019, 10:16 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,048
افتراضي شرح الدعاء من الكتاب والسنة (18)

من: الأخت/ الملكة نور

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شرح الدعاء من الكتاب والسنة (18)


شرح دعاء

رب نجني من القوم الظالمين



{ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }.



هذه الدعوة المباركة من دعوات موسى عليه السلام التي تكرّرت في كتاب اللَّه

عز وجل فإن فيها إرشاداً من اللَّه تعالى لنا في التمسك بطرق الخير،

ومجانبة طرق الباطل؛ لنكون في عصمة اللَّه في ديننا ودنيانا.



سأل موسىعليه السلام ربه النجاة من فرعون وزمرته ، فقال :

{ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } :

توسل بربوبية اللَّه عز وجل التي من معانيها التربية و العناية و الإصلاح

و التدبير ، وإجابة الدعاء ، فناسب أن يسأل ربه عز وجل في إصلاح أمره ،

وتدبير حاله ، في النجاة من هؤلاء الظلمة ، أي : يا ربي نجّني ،

و خلّصني من هؤلاء القوم الكافرين، الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم بك ،

و وصفهم بالظلم إظهار لشناعة هذا الوصف ، و من كان من أهله .



فأنجاه السميع العليم، كما هي عادته مع أنبيائه وأوليائه الذين يفرون

إليه في كل أمورهم ، وأحوالهم ، و عند الشدائد و المهالك ، والأخطار .



و سؤال اللَّه النجاة من الظالمين ، كما هو دأب الأنبياء والمرسلين،

كان له نصيب من أدعية المؤمنين، كما قصَّ اللَّه لنا

عن المؤمنة آسية زوج فرعون حين قالت:

{ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }

فسألت النجاة من فرعون الظالم، ثمّ عمّمت سؤال النجاة من كلّ من

يتّصف بهذه الصفة الشنيعة التي حرّمها ذو الجلال

والإكرام على نفسه، وعلى عبيده .

فقد جاء عن أبي هريرة رضى الله عنه في قصة تعذيبها أنه قال:

( إِنَّ فِرْعَوْنَ أَوْتَدَ لِامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ فِي يديها ورجليها،

فكان إِذَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا أَطْلَقَتْهَا الْمَلَائِكَةُ،

فَقَالَتْ:

{ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي

مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ،

قَالَ: فَكَشَفَ لَهَا عَنْ بَيْتِهَا فِي الْجَنَّةِ)

وهذا حكمه حكم المرفوع ؛ لأنه لا يقال بالرأي .



الفوائد :



1 – ينبغي للعبد أن يحرص في دعائه على سؤال اللَّه تعالى العصمة ،

و الحفظ من الظالمين ؛ لشدة خطرهم على الدين و النفس .



2 – لم تستجلب النعم ، و تدفع النقم بمثل الدعاء ؛ و لذلك كان

ملجأ الأنبياء ، و الأولياء في كل زمان و مكان .



3 – أهمية التوسّل بصفات اللَّه تعالى حال السؤال والطلب، كما في توسَّل

موسى عليه السلام { نَجِّنِي } ، وهذه صفة فعلية عليّة ، تدلّ على كمال

القوة ، و الإرادة ، و النصرة .


رد مع اقتباس