الموضوع: درس اليوم 6125
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-06-2024, 08:08 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,201
افتراضي درس اليوم 6125


من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم
همسات في وداع رمضان ‏ (03)

الهمسة الثالثة تقول: القَبولَ القَبول؛ فقد مضت الأعمال، والصيام، والقيام،

والزكاة، والصدقة، وختم القرآن، والدعاء، والذكر، وتفطير الصائم، وأنواع

البر التي حصلت، والعمرة التي قام بها الكثير، لكن هل تُقبِّلت أو لا؟ هل قُبِل العمل أو لا؟

يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27].

السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد

ذلك بقبوله، ويخافون من ردِّه، وهؤلاء الذين يُؤتُون ما آتَوا وقلوبهم وجِلة،

يعطي ويخشى ألَّا يُقبَل منه، يتصدق ويخشى أن تُرَدَّ عليه، يصوم ويقوم

ويخشى ألَّا يُكتَب له الأجر.

قال بعض السلف: كانوا لقَبول العمل أشدَّ منهم اهتمامًا بالعمل ذاته، ألم

تسمعوا قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]،

فغير المتقين ما هو حالهم؟

وعن فضالة بن عبيد قال: "لأن أكون أعلم أن الله قد تقبَّل مني مثقال حبة

من خردل، أحب إليَّ من الدنيا وما فيها؛ لأن الله يقول:

﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]".

يقول بعضهم:

"لو أعلم أن الله تقبل مني ركعتين لا أهتم بعدها؛ لأنه يقول:

﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]".



وقال عبدالعزيز بن أبي رواد رحمه الله: "أدركتهم يجتهدون في العمل

الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهمُّ أيُقبَل منهم أم لا"، وقع عليهم الهم،

وليس وقعوا في المعاصي، وكان بعض السلف يقول في آخر ليلة من

رمضان: "يا ليت شعري مَن هذا المقبول فنهنئه،

ومن هذا المحروم فنعزيه".



فليكُنْ حالنا بعد شهر رمضان كما كان في رمضان، ولنواصل الطاعات،

ولنثبت على طريق الحق، حتى نلقى الله عز وجل وهو راضٍ عنا.

نسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات على الطاعات،

والحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس