الرجل الثالث عشر:
الذي يقْدُم من السفر على أهله ليلاً بغتةً من غير أن يشعرهم بقدومه.
لأن ذلك الفعل لا تستحبه الزوجة، فهي تحب أن تستقبل زوجها في أحس حالٍ
وأجمل منظر وفي أبها حلة مما يبعث المحبة والشوق منه إليها،
ولا تريد أن يرى منها زوجها ما تستعف نفسه منها.
وقد راع ذلك الشارع الحكيم قال صلى الله عليه وسلم:
( إذا قَدِمَ أحدُكم ليلاً؛ فلا يأتينَّ أهلَه طُرُوقاً، حتى تستحد المُغِيبَةُ، وتمشط الشَّعِثَة).
وهذه من الحقوق المهجورة تجاه الزوجة.
يقول الألباني رحمه الله في "الصحيحة":
في هذا الحديث أدب رفيع، أخل به جماهير الأزواج- إلا ما شاء الله- ؛
فهم يباغتون زوجاتهم إذا رجعوا من سفرهم ليلاً، دون أي إخبار سابق،
فعليهم أن يتأدبوا بهذا الأدب الرفيع؛ بأن يخبروا زوجاتهم بمجيئهم ليلاً بعد العشاء بواسطة ما؛
كشخص يسبقهم إلى البلد، أو بالهاتف، والله ولي التوفيق.
قال الصنعاني: في ـ هذا الحديث ـ دليل على أنه يحسن التأني للقادم على أهله
حتى يشعروا بقدومه قبل وصوله بزمان يتسع لما ذكر، من تحسين هيئات من غاب عنهن أزواجهن؛
من الامتشاط، وإزالة الشعر بالموسى مثلاً من المحلات التي يحسن إزالته منها،
وذلك لئلا يهجم على أهله وهم في هيئة غير مناسبة، فينفر الزوج عنهن،
والمراد إذا سافر سفراً يطيل فيه الغيبة، كما دل له قوله صلى الله عليه وسلم في رواية البخاري:
( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً ).
فعلى الزوج أن يخبر زوجته بقدومه بالوسائل المتاحة، كي تتأهب له وتتزين.
الرجل الرابع عشر:
ذلك الرجل الذي تتزيَّن له زوجته في خلوتهما بما ترى أنها تَقرُ عين زوجها به
من زينة وحسن منظر ـ سواء ملابس نوم بجميع أنواعها وأشكالها، أو مكياج ـ،
فتُفاجأ الزوجة برفض ذلك من زوجها؛
بل ويصفها بأنها كصويحبات اللهو الساقطات ـ اللاتي يشاهدها في الشاشات،
أو قد يكون شاهدها من قبل إن كان اليوم هو من المستقيمين ـ.
فالواجب عليك أيها الزوج الكريم أن تستمتع بزوجتك الصالحة
والتي تريد أن تملئ عينيك كي لا تحتاج إلى أن تنظر إلى الحرام بحسرة.
وقد كن نساء السلف يفعلن ذلك، بل ونساء النبي صلى الله عليه واله وسلم فعلنه ـ أعني التزين ـ،
فهذه عائشة أم المؤمنين الصّديقة بنت الصديق رضي الله عن أبيها وعنها؛
تقص قصتها مع الزينة فتقول:
"دخل علي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فرأى في يدي فتخات من ورق،
فقال: (ما هذا يا عائشة؟)،
فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله".
أخي الكريم ! إنْ كان هناك ما تكرهه على زوجتك أو تلاحظ عليها شيئاً؛
فوجهها بالحسنى ولا تُعنف،
ولك في رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أسوة حسنة.
فخاتمة الحديث السابق فيه التوجيه من الرسول صلى الله عليه واله وسلم
فتقول عائشة رضي الله عنها:
"قال ـ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:
(أتؤدين زكاتهن)،
قلت: لا، أو ما شاء الله. قال:
(هو حسبك من النار)".
فرويدكم أيها الرجال بالقوارير، وتأدبوا بالأدب النبوي تفلحوا وتسعدوا.
الرجل الخامس عشر:
الرجل الطيب النفس مع أهله بدرجة كبيرة حتى وصل الأمر به
إلى أنه ارتكب وتلبس بصفة لا يُحمد عليها، وهي:
أنه ضعيف الشخصية في بيته وعلى زوجته بالذات،
فـترك الحبل على الغارب".
فهي التي تروح وتغدو به، وتُسيِّره على كيفها،
فهو كالآلة مسير وليس بمخير؛ فقدَ القوامة التي ملّكه الله إياها،
وانفلت الزمام منه، وأسند الأمر غير أهله،
فأصبحت الزوجة هي الآمرة والناهية في البيت على الأولاد وعلى الزوج،
فلما حصل ذلك ماذا عسى أن يكون حال الأسرة ؟!!
لا شك ـ في الغالب ـ أنها ستتردى العلاقة؛ حيث أنه سيطالب باسترجاع ما فقده من القوامة والقيادة،
وفي المقابل سيجد المقاومة والمعاندة من الزوجة المتسلطة
التي فرحت بشخصية زوجها الضعيفة واستغلتها،
فهي لن تتخلى عن حب السيطرة بتلك السهولة؛
فينشب الخلاف وتدُب المشاكل بين الزوجين،
فتُفقَد السعادة والراحة النفسية و الدفء في ذلك البيت،
والسبب هو؛ ذلك الرجل الذي ترك الزمام لزوجته
والتي هي أضعف في التدبير والحكمة وتصريف الأمور من الرجل ـ
وهذا الغالب على النساء وليس كلهن،
لأنه يوجد فيهن من تعدل عشرات الرجال في الحكمة ورجاحة عقلها ـ.
ولا تفهم أيها الزوج من هذه النقطة؛
أني أدعوك للغلظة والشدة وسوء الأخلاق والمعاملة مع زوجتك،
فقد دعوتك في نقاطٍ قبل هذه؛ بالتحلي باللين وحسن العشرة،
فكن أخي الكريم بين هذا وذاك، فـ"لا تكنْ ليناً فتُعصَر، ولا قاسياً فتُكسَر"
وقد تكون أنت الفاعل فيكون المثل هكذا " ..فتَعصِر، ... فتَكسِر".
الرجل السادس عشر:
ذاك الرجل الذي تنصّل من السئولية، وأحالها على زوجته.
فهي التي تدير شئون المنزل، وهي التي تتابع الأولاد ذكوراً وإناثاً في المدارس،
زهي التي تدبر نفسها في الذهاب إلى أي مكان احتاجت إليه ـ
ولا أقول: المكان الذي ترغبه ـ وعنيت بهذا، أن ثمّة فرقٍ بين ما تحتاج إليه وبين ما ترغبه،
فهو لا يوصلها للمستشفى مثلاً، أو لزيارة أهلها، ولوازم البيت ـ بمجاميعها ـ
يترك لها التصرف في الذهاب بأي وسيلة ومع من !!
بمعنى أنه رجل لا يحب أن يرتبط بمسئوليته تجاه البيت،
وذلك رغبة منه في التفرغ لملذاته وشهواته؛
حتى لا يُسأل عما يفعل ـ ولسان حاله يقول: خليت لك الحبل؛
فلا تقلقيني جيب وجيب، ولا أين كنت؟
وأين رحت؟ وليش تأخرت؟ وأين ذِيك العازة؟ ـ.
فطريقته في ترك زوجته تخرج ـ من دونه ـ لحاجتها أو لغير حاجتها؛
فتقابل الرجال في الأسواق والمحلات التجارية، والمستشفيات، والمدارس،
وركوبها في سيارات الأجرة؛ قد يعرض المرأة للزلل والوقوع في حبائل الشيطان،
وخاصة في استغلال وضعها الضعيف مِنْ قِبَل مَنْ لا خلاق لهم،
فتصبح فريسة سهلة، ولقمة سائغة للرذيلة ـ والعياذ بالله ـ.
والسبب ذاك الرجل الذي يسعى وراء ملذّاته؛ غير مبالي في أهل بيته.
وفي الوقت نفسه؛ تُقابَل هذه الزوجة مِنْ قِبَل النساء؛
بأنهنّ يهنئونها على هذا الزوج الذي أعطاها الحرية ولم يكبتها ـ زعموا ـ.
ما دروا أن المسكينة متورطة مع شبح باسم الزوج، أذاقها الأمرّيْن.