الموضوع: درس اليوم 5893
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-17-2023, 09:57 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,254
افتراضي درس اليوم 5893

من:إدارة بيت عطاء الخير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

تطبيقات تربوية

لقول الله تعالى: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾



قال الله تعالى: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾ [البقرة: 61]،

قاعدة قرآنية عامة بالغة الأهمية تشدُّ الانتباه إلى تربية الإنسان والارتقاء

به إلى ما يحبُّه الله ويرضاه بالحث على العناية بما هو أنفع وأصلح له في

شؤون دينه ودنياه، وفي هذا المعنى قول نبينا صلى الله عليه وسلم:

((إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، وأَشرافَها، ويَكرَهُ سَفْسافَها))؛

(الألباني، صحيح الجامع، 1890).



وسأعرض جملةً من التطبيقات التربوية المستنبطة

من القاعدة القرآنية المشار إليها:

أولًا: عقيدة التوحيد الخالص منطلق أساس في الإسلام، فمن حاد عنها

بالكلية، أو أدخل فيها ما ليس منها من قريب أو بعيد، فقد استبدل الأدنى

بالذي هو خير.



ثانيًا: من ضعفت هِمَّتُه في تعلُّم ومعرفة الضروري من الدين، أو قَلَّ حرصه

على التفقه فيما يحتاج إليه في صلاح نفسه وأهله وأولاده، وما يعينه بالوجه

الأكمل في علاقاته وكافة شؤون حياته، فقد استبدل الأدنى بالذي هو خير.



ثالثًا: من أضاع عمره، وأشغل جُلَّ وقته في العناية بتوافُه الأمور؛ مثل:

قراءة الروايات الفاسدة، ومتابعة الأفلام والمسلسلات الآثمة، وكل ما يدور

في فلكها من ضياع الأوقات وتبديد الأموال فيما لا خير منه في أمر دينه

أو دنياه؛ بل قد يلحقه ضرر بالغ منها، فقد استبدل الأدنى بالذي هو خير.



وختامًا: إن الموفق من علم بفقه المصالح والمفاسد، وفقه الأولويات في

أعماله وأقواله وفي شؤون حياته كلها، فلم يَقْدُم على قول أو عمل مهما كان

إلا بعد التأكُّد التام من موافقتهما للضوابط الشرعية من جهة، ومحققة

لأعلى المصالح التي تعود عليه بالخير والصلاح في دينه ودنياه

من جهة أخرى.

والله أسأل أن يتولى أمرنا، وأن يسدد أعمالنا وأقوالنا، وأن يرينا الحق

حقًّا ويرزقنا اتِّباعه، ويُرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.

والحمد لله رب العالمين.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس