من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
باب الرجاء (18)
عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: كنت ردف النبي –
صلى الله عليه وسلم - على حمار، فقال: «يا معاذ، هل تدري ما حق الله
على عباده؟ وما حق العباد على الله؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال:
«فإن حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على
الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا» فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟
قال: «لا تبشرهم فيتكلوا» . متفق عليه.
الشرح:
قال البخاري في كتاب الرقاق، باب: من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل،
وذكر الحديث بنحوه. قال بعض العلماء: جهاد المرء نفسه، هو الجهاد
الأكمل، وهو أربع مراتب: حملها على تعلم أمور الدين، ثم حملها على
العمل بذلك، ثم حملها على تعليم من لا يعلم، ثم الدعاء إلى توحيد الله.
قال القرطبي: حق العباد على الله ما وعدهم به من الثواب والجزاء. وقال
ابن رجب: قال العلماء: يؤخذ من منع معاذ من تبشير الناس لئلا ييتكلوا.
أن أحاديث الرخص لا تشاع في عموم الناس، لئلا يقصر فهمهم عن المراد
بها، وقد سمعها معاذ فلم يزدد إلا اجتهادا في العمل. وقيل لوهب بن منبه:
أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، وليس من مفتاح إلا وله أسنان،
فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين