الموضوع: درس اليوم 5517
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-26-2022, 06:01 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,201
افتراضي درس اليوم 5517

من:إدارة بيت عطاء الخير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم

((وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ))



ليلة عظيمة القدر ، رفيعة الشأن ، من حاز شرفها فاز وغَنِم ،

ومن خسرها خاب وحُرِم ، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر .



ليلة مباركة يكفي بها قدراً أن الله جل شأنه أنزل فيها خير كتبه ، وأفضل

شرائع دينه ، يقول الله تعالى فيها :



(( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ

مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ،

سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)) .



ليلة القدر ليلة ليست كبقية الليالي ، أجرها عظيم ، وفضلها جليل ، المحروم

من حُرم أجرها ولم ينل من خيرها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ،

وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) .



وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم زمانها فقال عليه الصلاة والسلام :

(( الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ )) ، وقرب للناس وقتها ،

فقال صلى الله عليه وسلم : (( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ )) ،



فهي في الأوتار منها بالذات ، أي ليالي : إحدى وعشرين ، وثلاث

وعشرين ، وخمس وعشرين ، وسبع وعشرين ، وتسع وعشرين .



ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل في هذه الليالي الوتر ، وليست في ليلة معينة

كل عام ، قال النووي رحمه الله : " وهذا هو الظاهر المختار لتعارض

الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث

إلا بانتقالها " .



وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم على أفضل ما نقول إذا وافقنا هذه الليلة ،

فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت :

يا رسول الله : أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي :

(( اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي )) .



ولليلة القدر علامات تُعرف بها ، ثبتت بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هذه العلامات :



العلامة الأولى : أنها ليلة مضيئة ، فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةٌ بَلَجَةٌ ، لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ ،

وَلا يُرْمَى فِيهَا بِنَجْمٍ )) .

العلامة الثانية : أن ليلتها معتدلة ، لا حارة ولا باردة ، فعن ابن عباس

رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ ، لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ ،

تُصْبِحُ الشَّمْسُ يَوْمَهَا حَمْرَاءَ ضَعِيفَةً )) .



العلامة الثالثة : أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها ،

فعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها

أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها .



فالاجتهاد الاجتهاد في ما بقي من أيام وليالي هذه العشر، علنا نوافق ليلة

القدر ، وننال ما فيها من عظيم الثواب والأجر، اقتداء بالحبيب المصطفى

صلى الله عليه وسلم، وأن نكثر فيها من الدعاء والتضرع إلى المولى عز وجل لنا

ولإخواننا المسلمين .

لا حرمنا الله من خيرها ، وجعلنا الله ممن يوافقونها ، وينالون أجرها .





أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس