عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-09-2012, 09:57 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله، الحمد لله وفَّقَ من شاءَ من عباده إلى طريقِ السعادة،
أحمده - سبحانه - وأشكرُه وقد أذِنَ للشاكِرين بالزيادة،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أرجُو بها الحُسنى وزِيادة،

وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه عبَدَ ربَّه حقَّ العبادة،
صلّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وأصحابه أهلِ الشرفِ والعِزِّ والسِّيادة،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
معاشر المسلمين:

وأما من كان أمرُه فُرُطًا فهو من غلُظَت نفسُه، وجفَّ طبعُه، وقلَّ تهذيبُه،
واضطرَبَ أمرُه؛ فلا تسَلْ عما يجلِبُه لنفسِه ولمن حولَه من التَّعَبِ والعبَثِ،
لا يُراعِي مشاعِر، ولا يتحاشَى الزَّلَل، يُؤذِي بلفظِه، ويجرَحُ بلَحظِه،
يقول الحافظُ ابن القيم - رحمه الله - في أمثالِ هؤلاء:

"مُخالطتُه حُمَّى الروح، ثقيلُ النفسِ، بغيضُ العقل،
لا يُحسِنُ أن يتكلَّمَ ويُفيدَك، ولا يُحسِنُ أن يُنصِتَ فيستفيدَ منك،
ولا يعرِفُ نفسَه فيضعَها موضِعَها".

ويُذكَرُ عن الإمام الشافعيِّ - رحمه الله - أنه قال:

"ما جلستُ إلى ثقيلٍ إلا وجدتُ الجانبَ الذي هو فيه أنزلَ من الجانبِ الآخر".

قِلَّةُ التهذيبِ تقودُ إلى سُوءِ التصرُّف، ونقصِ التدبيرِ، وعدمِ تقديرِ العواقِبِ،
والنَّدَمِ بعد فواتِ الأوانِ. صاحبُ الأمرِ الفُرُط لا هدفَ له مُحدَّد،
ولا عملَ له دقيق، أعمالُه ارتِجاليَّة، ومواعيدُه مُرتبِكة،
يشرعُ في الأمر ثم لا يُتِمُّه، كثيرُ التدخُّل فيما لا يَعنيه،
حالُه فوضَى واضطراب، يُهدِرُ الطاقات، ويُضيِّعُ الأوقات، ويُبعثِرُ الجُهود،

ويُضيِّعُ العُمر بين تسويفٍ وتردُّد، يصرِفُ الوقتَ الطويلَ على العملِ اليسير،
يُقطِّعُ الساعاتِ الطِّوال مع الجديد من التِّقَنِيَّات والاتصالات من غيرِ فائدةٍ تُذكَر؛
بل أمرُه فُرُط، وفُضُولُه مُنقطِعُ النَّظِير.
أكثرُ مواقفِ هؤلاء الفوضوِيِّين رُدودُ أفعال، أو تقليدٌ غيرُ مدروس،
إمَّعاتٌ إن أحسنَ الناسُ أحسَنوا، وإن أساؤوا لا يقدِروا على تجنُّبِ إساءَتهم،
إغراقٌ في الجَدَل والمِراءِ والمُهاتَرات، والدُّخول في اللَّومِ والنَّقدِ غيرِ البَنَّاء،
والانفِعال، ونُشدان الغَلَبة دون إرادة الحق.
ويلٌ لهؤلاء من حصائدِ ألسنتِهم وأقلاهم واتصالاتهم.

ألا فاتقوا الله - رحمكم الله -؛ فإن السِّياجَ المتين لا يكونُ إلا في الخُلُق المَكين،
فالنفسُ المُضطربَة القَلِقَة غيرُ المُرتَّبة والمُهذَّبة تُثيرُ الفوضَى،
حتى في أحكَم النُّظُم، والجريُ مع الهوى لن يُشبِعَ النفسَ، ولن يُبلِغَ المُراد،

{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

[الرعد: 11].

هذا، وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة:
نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم، في محكم تنزيله فقال -
وهو الصادقُ في قِيلِه - قولًا كريمًا:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

[الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمدٍ الحبيب المُصطفى،
والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين،
وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين:
أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين،
والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين،
واخذُل الطغاة والملاحِدة وسائر أعداء الملَّة والدين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاة أمورنا،
واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعِزَّه بطاعتك، وأعِزَّ به دينَك،
وأعلِ به كلمتك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافية،
وأمِدَّ في عُمره على طاعتك، واجمَع به كلمةَ المسلمين على الحق والهُدى يا رب العالمين،
اللهم وفِّقه ونائِبَه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وترضى، وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتقوى.
اللهم وفِّق ولاةَ أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنَّة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتَهم على الحق والهدى يا رب العالمين.
اللهم وأبرِم لأمة الإسلام أمرَ رُشدٍ يُعَزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك،
ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المُنكَر، إنك على كل شيءٍ قديرٌ.

اللهم احفظ إخواننا في سوريا، اللهم احفظ إخواننا في سوريا،
اللهم اجمع كلمتَهم، واحقِن دماءَهم، اللهم اشفِ مريضَهم، وارحم ميِّتَهم،
وفُكَّ أسيرَهم، وآوِي طريدَهم، اللهم واجمع كلمتَهم،
وأصلِح أحوالَهم يا أرحم الراحمين.
اللهم واجعل لهم من كلِّ همٍّ فرَجًا، ومن كل ضيقٍ مخرَجًا،
ومن كل بلاءٍ عافيةً.
اللهم عليك بالطُّغاة الظلَمة في سُوريا، اللهم عليك بهم، اللهم فرِّق جمعَهم،
وشتِّت شملَهم، واجعل الدائرةَ عليهم، اللهم اجعل تدميرَهم في تدبيرهم،
اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونك.
اللهم عليك باليهود الغاصِبين المُحتلِّين فإنهم لا يُعجِزونك،
اللهم أنزِل بهم بأسَك الذي لا يُردُّ عن القومِ المُجرِمين،
اللهم إنا ندرَأُ بك في نُحُورِهم ونعوذُ بك من شُرُورهم.

{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

[الأعراف: 23]،

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

[البقرة: 201].

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

[النحل: 90].
فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُرُوه على نِعَمه يزِدكُم، ولذِكرُ الله أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.

رد مع اقتباس