من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
( باب إِسْلَامُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ )
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ
قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ
( وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي عَلَى الْإِسْلَامِ
قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا ارْفَضَّ لِلَّذِي صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ )
الشرح:
قوله: (حدثنا سفيان) هو ابن عيينة،
وإسماعيل هو ابن أبي خالد؛ وقيل هو ابن أبي حازم.
قوله: (لقد رأيتني) بضم المثناة، والمعنى رأيت نفسي (وإن عمر لموثقي
على الإسلام) أي ربطه بسبب إسلامه إهانة له وإلزاما بالرجوع عن الإسلام.
وقال الكرماني في معناه: كان يثبتني على الإسلام ويسددني، كذا قال، وكأنه
ذهل عن قوله هنا " قبل أن يسلم"، فإن وقوع التثبيت منه وهو كافر لضمره
على الإسلام بعيد جدا، مع أنه خلاف الواقع، وسيأتي في كتاب الإكراه " باب
من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر " وكأن السبب في ذلك أنه كان
زوج فاطمة بنت الخطاب أخت عمر، ولهذا ذكر في آخر باب إسلام عمر "
رأيتني موثقي عمر على الإسلام أنا وأخته " وكان إسلام عمر متأخرا
عن إسلام أخته وزوجها، لأن أول الباعث له على دخوله في الإسلام ما سمع
في بيتها من القرآن في قصة طويلة ذكرها الدار قطني وغيره.
قوله: (ولو أن أحدا ارفض) أي زال من مكانه، في الرواية الآتية " انقض "
بالنون والقاف بدل الراء والفاء أي سقط، وزعم ابن التين أنه
أرجح الروايات.
وفي رواية الكشميهني بالنون والفاء وهو بمعنى الأول.
قوله: (لكان) في الرواية الآتية " لكان محقوقا أن ينقض " وفي رواية
الإسماعيلي " لكان حقيقا " أي واجبا تقول حق عليك أن تفعل كذا وأنت
حقيق أن تفعله، وإنما قال ذلك سعيد لعظم قتل عثمان، وهو مأخوذ من قوله
تعالى: (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا،
أن دعوا للرحمن ولدا) قال ابن التين: قال سعيد ذلك على سبيل التمثيل.
وقال الداودي: معناه لو تحركت القبائل وطلبت بثار عثمان لكان
أهلا لذلك، وهذا بعيد من التأويل.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين