قصة إسلام مارية القبطية ومن الذي دعاها إلى الإسلام :
بعث المُقَوْقِسُ - صاحب الإسكندرية - إلى رسول الله في سنة سبع من الهجرة بمَارِيَة ، وأختها سيرين ، وألف مثقالٍ ذهبًا ، وعشرين ثوبًا ليِّنًا ، وبغلته الدلدل ، وحماره عُفَيْرًا ، ويقال : يعْفُور، ومع ذلك خَصِيٌّ يقال له : مأْبُور شيخ كبير كان أخا مارية ؛ وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة .
فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ، ورغبها فيه فأسلمت ، وأسلمت أختها ، وأقام الخصِيُّ على دينه حتى أسلم بالمدينة بعدُ في عهد رسول الله .
من مواقف مارية القبطية مع الرسول:
- وكانت مارية بيضاء جميلة ، فأنزلها رسول الله في العالية ، في المال الذي صار يقال له : سرية أم إبراهيم ، وكان يختلف إليها هناك ، وكان يطؤها بمِلْكِ اليمن، وضرب عليها مع ذلك الحِجاب ، فحملت منه ، ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان .
- وفي السنة الثامنة من الهجرة في شهر ذي الحجة ولد إبراهيم ابن رسول الله من مارية القبطية ، فاشتدت غيرة أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولدًا ذكرًا ، وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله .
وبولادة إبراهيم أصبحت مارية حرة , وعن ابن عبَّاس قال : لما ولدت مارية , قال رسول الله: " أعتقها ولدها ", وعاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله , ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني ، وذات يوم اشتد مرضه ، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرًا ، وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة , وحزنت مارية حزنًا شديدًا على موت إبراهيم .
- وعن أنس قال : إن ابن عم مارية كان يتهم بها, فقال النبي لعلي بن أبي طالب : " اذهب , فإن وجدته عند مارية فاضرب عنقه ", فأتاه علي, فإذا هو في ركي يتبرد فيها , فقال له علي : اخرج , فناوله يده فأخرجه, فإذا هو مجبوب ليس له ذكر, فكف عنه علي, ثم أتى النبي فقال : يا رسول الله , إنه مجبوب ما له ذكر, وفي لفظ آخر: أنه وجده في نخلة يجمع تمرًا وهو ملفوف بخرقة , فلما رأى السيف ارتعد وسقطت الخرقة , فإذا هو مجبوب لا ذكر له .
بعض مواقف مارية القبطية مع الصحابة :
وعن عائشة قالت : ما غرْتُ على امرأة إلا دون ما غرْتُ على مارية ؛ وذلك أنها كانت جميلة جَعدة ، فأعجب بها رسول الله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا ، فكان عامة الليل والنهار عندها ، حتى فزعنا لها ، فجزعت ، فحوَّلها إلى العالية ، وكان يختلف إليها هناك ، فكان ذلك أشد علينا .
وفاة مارية القبطية :
ماتت في المحرم سنة ست عشرة ، وكان عمر يحشر الناس لشهودها ، وصلّى عليها بالبقيع .
وقال ابن منده : ماتت مارية بعد النبي بخمس سنين .
المراجع :
- الإصابة في تمييز الصحابة .