عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-10-2019, 10:23 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,344
افتراضي شرح الدعاء من الكتاب و السنة ( 64)

من: الأخت/ الملكة نور

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شرح الدعاء من الكتاب و السنة ( 64)


شرح دعاء " اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ،
و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، و من اليقين ما تهون به علينا
مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسم
الشرح :

قوله : ( اللَّهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ) :
اللَّهم اجعل لنا حظَّاً ونصيباً من خوفك المقترن بتعظيمك وإجلالك،
ما يكون حاجزاً لنا ومانعاً من الوقوع في المعاصي والذنوب والآثام،
وهذا فيه دلالةٌ على أن خشية اللَّه هي أعظم رادع وحاجز للإنسان
عن الوقوع في الذنوب ؛ ولهذا كان العلماء هم أكثر خشية للَّه
جل وعلا لمعرفتهم وعلمهم باللَّه جل وعلا، قال تعالى:
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّه مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } ،
فكلما ازدادت معرفة العبد باللَّه بما له من الأسماء الحسنى والصفات العُلا ،
امتلأ القلب خشية، وأحجمت الأعضاء ، والجوارح ، جميعها عن ارتكاب المعاصي .

قوله : (( و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك )) : ويسر لي من طاعتك
ما يكون سبباً لنيل رضاك، وبلوغ جنتك العظيمة، التي أعددتها لعبادك المتقين .

قوله : (( و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا )) :
أي اقسم لنا من اليقين الذي هو أعلى الإيمان، وأكمله،
كما قال عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه اليقين : هو الإيمان كله .

فهو إيمان لا شك فيه، ولا تردد، فالغائب عنده كالمشاهد من قوته،
قال سفيان الثوري: لو أن اليقين وقع في القلب، لطار اشتياقاً إلى الجنة
وهروباً من النار .

فنسألك من اليقين ما يكون سبباً لتهوين المصائب والنوازل التي
تحل علينا، واليقين كلما قوي في الإنسان كان ذلك فيه أدعى إلى الصب
ر على البلاء؛ لعلم الموقن أن كل ما أصابه إنما هو من عند اللَّه
الحكيم العليم، فيرضى ويسلم ويكون برداً وسلاماً على قلبه.

قوله : (( ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا )): أي أدم عليَّ السمع والبصر
وسائر قواي أتمتع بها في مدة حياتي؛ لأنها الدلائل الموصلة إلى معرفتك
وتوحيدك، من البراهين المأخوذة: إما من الآيات المنزلة وطريق ذلك السمع،
أو من الآيات في الآفاق والأنفس، وطريق ذلك البصر .

قوله : (( وأجعله الوارث منا )) : اجعل يا اللَّه تمتعنا بالحواس
والقوى صحيحة وسليمة إلى أن نموت، وقوله ((وقواتنا ما أحييتنا)):
أي متعنا بسائر قوانا من الحواس الظاهرة والباطنة، وكل أعضائنا
البدنية، سأل التمتع بكامل قواه طول حياته إلى موته؛ لأن الضعف
وسقوط القوة في الكبر يضرُّ الدين والدنيا مما لا يخفى .



رد مع اقتباس