عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-13-2019, 11:47 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,277
افتراضي شرح الدعاء من الكتاب و السنة (52)

من: الأخت/ الملكة نور

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شرح الدعاء من الكتاب و السنة (52)
شرح دعاء

رب أعني و لا تعن علي ، و انصرني و لا تنصر علي ، و امكر لي

و لا تمكر علي ، و اهدني و يسر الهدى إلي ، و انصرني على من

بغى علي ، رب اجعلني لك شكارا ، لك ذكارا





رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ،

وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي

لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوَّاهاً مُنِيبًا،

رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي،

وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي .



المفردات :



((رهَّاباً)) : الرهبة ، الخوف ، و الفزع .



((مخبتاً)) : الخاشع ، و المخلص في خشوعه .



((أواهاً)) : المتضرّع ، و البكّاء ، و قيل كثير الدعاء .



((منيباً)) : التائب ، والراجع إلى اللَّه في أموره .



((حوبتي)) : الحوْبةُ ، و الحوبُ : الإثم ، و الذنب .



((حجتي)) : الحجة : الدليل ، و البيِّنة .



((سخيمة قلبي)) : غلّ القلب ، وحقده .



الشرح :



هذا الدعاء العظيم اشتمل على اثنين وعشرين سؤالاً ، ومطلباً هي من

أهم مطالب العبد ، و أسباب صلاحه ، و سعادته في الدنيا و الآخرة :



1 – قوله : (( رب أعني )) : أي أطلب منك العون ، و التوفيق لطاعتك ،

وعبادتك على الوجه الأكمل الذي يُرضيك عنِّي , و أطلب منك العون

على جميع الأمور الدينية والدُّنيوية، والأخروية،

وفي مقابلة الأعداء أمدّني بمعونتك وتوفيقك .



2 – قوله : (( و لا تُعن عليَّ )) : و لا تمدّ العون لمن يمنعني عن طاعتك :

من النفس الأمّارة بالسوء ، و من شياطين الإنس والجن .



3 – قوله : (( وانصرني )) ، و هو طلب النصرة ، و هي الغلبة ،

أي في كل أحوالي ، [وانصرني] على الكفار أعدائي ، و أعداء دينك ،

و قيل انصرني على نفسي الأمّارة بالسوء؛ فإنها أعدى أعدائي

{ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي }،

ولا مانع من إرادة الجميع؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يُخصِّص

نوعاً معيناً، والأصل إبقاء العموم على عمومه .



فتضمّن هذا الدعاء سؤال اللَّه تعالى النصر و الظفر على كل الأعداء ،

سواء كان العدوُّ خارجيَّاً، أو داخليَّاً.



4 – قوله : (( و لا تنصر عليَّ )) : و لا تجعلني مغلوباً ، فتسلّط عليَّ

أحداً من خلقك , و لا تنصر النفس الأمارة بالسوء عليَّ ،

فأتّبع الهوى و أترك الهدى .



5 – قوله : (( و امكُر لي )) : المكر هو الخداع ، و هو من اللَّه إيقاع بلائه

بأعدائه من حيث لا يشعرون ، أي أنزل مكرك بمن أراد بي شرّاً وسوءاً([6])،

وارزقني الحيلة السليمة، والطريقة المثلى في دفع

كيد عدوي، فأسلم من كيدهم وشرّهم .



6 – قوله : (( و لا تمكر عليَّ )) : أي و لا تهدِ عدويّ إلى طريق دفعه

إياي عن نفسه , و لا تعاملني بسوء نيتي ،

فأغترّ و أتجاوز الحد من حيث لا أشعر فأهلك.


رد مع اقتباس