عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-31-2019, 07:47 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 60,054
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان :الشباب والطموحات

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان:
الشباب والطموحات ،

والتي تحدَّث فيها عن الشباب وما ينبغي أن يكون في طموحاتهم وآمالهم
من رفعة دينهم، ونهضة أوطانهم، مُحذِّرًا الشبابَ والفتيات مِن الانزِلاق
في مُنحدرات الانحِرافات أو الغلُوِّ والتطرُّف.

الخطبة الأولى

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفِرُه، نحمدُه - سبحانه - فلم يزَل
إحسانُه هامرًا، باطنًا وظاهرًا.

الحمدُ لله حمدًا لا انقِضاءَ لهُ

وحسبِيَ اللهُ إذ لا ربَّ إلَّاهُ

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له منَّ علينا بدينٍ يسمُو بالشبابِ
طاهرًا، ولآلاءِ المُنعِم شاكرًا، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا وسيِّدَنا مُحمدًا عبدُ الله
ورسولُه بدَّد ظُلُمات الضلالة فغدَا نورُ الهُدى باهرًا، صلَّى الله وبارَك
عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ الذين نشَرُوا مِن الحقِّ ما كان عافِرًا، وشادُوا
مِن صَرح الفضائل ما كان داثِرًا، والتابِعين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى
يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فاتَّقُوا الله - عباد الله -، واغنَمُوا الأوقات، وبالخيرات اعمُروها قبل
الفَوَات،
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[المائدة: 100].

مَن يتَّقِ الرحمنَ حفَّهُ الفرَجْ

وأمرُهُ يُسرٌ فلا يخشَى الحرَجْ

فاهنَأْ بفَوزٍ أيها التقِيُّ

فأنتَ بالعَيشِ الهَنِي حرِيُّ

معاشر المُؤمنين:

الناظرُ في تأريخ الحضارات، وواقع الشُّعوب والمُجتمعات، والمُتأمِّل
في أحوال قادة الفِكر وروَّاد العلمِ والطُّمُوحات يتوسَّمُ مِن غير مشقَّةٍ
أو عناء حقيقةً تبعَثُ على الإجلالِ والانبِهار، وهي: أنَّ وراءَ ذلك كلِّه
نُخَبٌ وادِعة، وكوكبةٌ ساطِعة، وفِئةٌ لامِعة، إنها - يا رعاكم الله - فِئةُ الشبابِ.

فالشبابُ في ذلك كلِّه الرُّكنُ الركين، والكنزُ الغالِي الثَّمين،
هم الرَّيحانة الشذِيَّة، والسواعدُ الفتِيَّة، والأملُ المُشرِق، والجَبينُ الوضَّاء.

حيُّوا الشبابَ الحُرَّ يُحيِيهِ الأمَلْ

قد لوَّنَ التأريخَ فخرًا بالعمَلْ

هُم يصنَعُون غدًا برُوحِ فريقِهِ

هُم يبعَثُون حياةَ فخرٍ مُكتمَلْ

إخوة الإسلام:

لقد أَولَى الإسلامُ الشبابَ كاملَ العناية والاهتِمام والرِّعاية حتى
مِن قبل ميلادِهم؛ حيث أوصَى الزوجَين بحُسن اختِيار كلِّ واحدٍ مِنهما
لشريكِ حياتِه، ثم عُنِيَ به جَنينًا في بطنِ أمِّه، ثم رَضيعًا،
ثم صبيًّا، ثم طِفلًا مُميِّزًا، ثم شابًّا يافعًا.

وقد ذكرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِن السَّبعة الذين يُظِلُّهم الله
في ظِلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه:
(شابٌّ نشَأَ في عبادةِ الله )
متفق عليه.

وقال - صلى الله عليه وسلم -:
(يا معشَرَ الشباب! مَن استطاعَ مِنكم الباءةَ فليتزوَّج؛
فإنَّه أغَضُّ للبصَر، وأحصَنُ للفَرْج)
خرَّجه الشيخان مِن حديث ابن مسعُود - رضي الله عنه -.

وقد أبرزَت هذه العنايةُ الفائقةُ صُورًا مُشرقةً مِن شبابٍ حازُوا قصَبَ
السَّبْق في إعلاءِ القِيَم، والتمسُّك بالفضائل وحُسن الشِّيَم، حتى كان
الناسُ يدخُلُون في دينِ الله أفواجًا؛ لِما يرَونَه مِن الأخلاق الحمِيدة،
والبُطُولات الفريدة، والأفعال الراقِية المجِيدة.

أُهدِي الشبابَ تحيَّةَ الإكبَارِ

هُم كنزُنا الغالِي وسِرُّ فَخَارِ

هل كان أصحابُ النبيِّ مُحمدٍ

إلا شبابًا شامِخَ الأفكارِ؟

كم كان عُمرُ عليِّ بن أبي طالبٍ الذي حملَ الرايةَ يوم بدرٍ؟
وكم كان عُمرُ أسامة يوم قادَ الجيشَ؟
وكم كان عُمرُ الحَبر ابن عباسٍ يوم ماتَ النبيُّ
صلى الله عليه وسلم؟ وزيد بن ثابتٍ كاتبِ الوحي، ومُصعب بن عُمير
سفير الإسلام، والحسَن والحُسين سيِّدَي شبابِ أهل الجنة،
ومُعاذٍ حين بعَثَه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ق
اضيًا ومُفتيًا لأهل اليمَن؟ وعُمر بن عبد العغزيز
حين تُوِّجَ أميرًا للمُؤمنين؟ والشافعيِّ الإمام حين حفِظَ "الموطأ" وجلسَ
على كُرسيِّ الفُتيا؟

كلُّهم كانُوا في سنِّ الشباب، وغيرُهم ألوفٌ بل ألوف الألوف.

كذلك أخرجَ الإسلامُ قَومِي

شبابًا مُخلِصًا حُرًّا أمينًا

وقد دانُوا بأعظَمِهم يقينًا

وعلمًا لا بأجرَأهم عيُونًا

أمة الإسلام:

مرحلةُ الشباب هي مرحلةُ تقوية المُعتقَد، وتكوين الفِكر، وسلامة المنهَج،
وفيها يُعزِّزُ الإنسانُ نفسَه وذاتَه وهدفَه وغايتَه؛ لذا فمِن أهم المُهمات
وأوجَب الواجِبات: توجيهُ طاقاتهم نحو المكارِم والمراشِد،
وتحصِينُهم مِن البوائِقِ والمفاسِد.

ويحصُلُ ذلك بأمورٍ؛ أهمُّها: تحصِينُهم بالعلم الشرعيِّ، فبالعلم الشرعيِّ
تُصانُ الحُرمات، وتُحفظُ حُدودُ الدين مِن الانتِهاك والتعدِّي.
بالعلم الشرعيِّ ينالُ المرءُ السَّبقَ إلى السُّؤدَد في الدنيا والآخرة.

وحين يكون الشرعُ الهادي والمُرشِد، فلا تتحكَّم في الشبابِ عاطِفتُه،
ولا تقودُه حماستُه، إنَّما يسيرُ على طريق الهداية بتوجيه العُلماء الثِّقات،
والشيُوخ الكِبار ممَّن لهم علمٌ واسع، وتجارِب نافِعة، فيهتَدِي بنُصحِهم
وحِكمتهم، ويعملُ بمشُورتهم، ويُرجَى أن يكون بعد ذلك أكثرَ نفعًا
لأمَّته ودينِه، وأكثرَ حمايةً ممَّن يكِيدُ للشبابِ لصَرفهم عن رسالةِ الحقِّ،
{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}
[النساء: 83].

ومما ينبغي مُراعاتُه: تحفيزُ الشبابِ إلى السعي في بناءِ الأوطانِ
وعِمارتها مِن خلال حُسن الظنِّ بهم وتمكينهم،
وبيان أنَّ الانتِماء إلى الوطَن ليس
مُجرَّد عاطفةٍ غامِرة، أو مشاعِر جيَّاشةٍ فحسب، بل هو
مع ذلك إحساسٌ بالمسؤوليَّة، وقيامٌ بالواجِبات.

إنَّ المُواطَنة الحقَّة شراكةٌ بين أبناء الوطن في الحياة، والمصير،
والتحديات، وفي المُكتسَبات والمُنجَزات، وفي الحقوقِ والواجِبات.

ومثَلُنا في هذا الوطن الشامِخ كمثَل الجسَد الواحد، وبِناءُ الوطن امتِثالٌ
لمهمة الاستِخلافِ في الأرض وإعمارِها، قال تعالى:
{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}
[هود: 61].

وذلك مِن خلال الرُّؤى المُستقبليَّة، والخطط الاستراتيجية،
والاستِثمارات الحضاريَّة، والمنشآت التقانيَّة، إلى غير ذلك
مِن الفاعليَّة والإيجابيَّة، والإسهامات والإنتاجيَّة.

وعلى عاتِقِ الشبابِ يقعُ العِبءُ الأكبرُ في بناءِ الأوطان وعِمارة الأرض؛
لأنهم الطاقةُ الفاعلة، والعقولُ المُفكِّرة، والأيدي العامِلة.

معاشِر المُؤمنين:

إنَّ مما يُميِّزُ المُجتمعَ الإسلاميَّ عن غيرِه أنَّه آخِذٌ بعضُه بيَد بعضٍ،
يُوصِي بعضُهم بعضًا بالحقِّ والصبر عليه، ويتعاوَنون على البرِّ والتقوى.

يقولُ - صلى الله عليه وسلم -:
(كلُّكُم راعٍ وكلُّكُم مسؤولٌ عن رعيَّته)
متفق عليه.

فشريعتُنا الغرَّاء لا تعرِفُ الانعِزاليَّة والانغِلاق، والتقوقُع والجُمود،
لكنَّها تعرِفُ الانفِتاح والتجدُّد، والتطويرَ والمُرونة وفقَ المُتغيِّرات
والمُستجِدَّات، مع المُحافظة على الثوابتِ والمُسلَّمات، والقطعيَّات والمُحكَمات.

فلتكونوا - أيها الشباب - على قَدر هذه المسؤوليَّة، ابتِداءً بأنفُسِكم
جوارِحكم أبدانِكم أرواحِكم عقولِكم علمِكم عملِكم عباداتكم مُعاملاتِكم،
وإنَّ عليكم - معشر الشباب - مسؤوليَّاتٍ وواجِباتٍ تِجاه دينِكم ووطنِكم ومُجتمعكم
وأمَّتكم، يُتوِّجُها الإخلاصُ لله في القول والعمل.

وكما يُعنَى الشبابُ بسلامةِ بدنه ومظهَره، كذلك يُعنى بسلامةِ قلبِه
ونفسِه ورُوحِه وفِكرِه، فلا يفتَحُ على نفسِه أبوابَ الشهوات، ولا يُورِدُها
مظانَّ الشُّبُهات، ولا يلِجُ بها مراتِعَ الفتن والمعاصِي، يُعلِّمُ الجاهِلَ، ويُرشدُ
الضالَّ، ويدعُو الناسَ إلى الخير والهُدى.

وما ظهر الدينُ وعرفَ الناسُ شرائعَ النبيِّين إلا بفضلِ الله ثم الشباب
الصالِحين، فهم النُّقباءُ والحواريُّون، والأنصارُ والمُهاجِرون،
هم العُلماءُ العامِلون، والمُعلِّمون المُصلِحون.

وقال تعالى في أصحابِ الكهف:
{إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}
[الكهف: 13].

شبابَ الإسلام:

عندما يُخلِصُ المرءُ في العمل للدين يكون ذلك نابِعًا مِن افتِخارِه به،
واعتِزازِه بالانتِماءِ إليه، وهذا ما يجِبُ على جيلِ الشبابِ أن يفقَهوه
في حياتِهم، فيجعَلُوا مِن انتِمائِهم للإسلام والعمل لأجلِه مصدرَ فخرٍ واعتِزازٍ،
كما أنَّه مصدرُ همَّةٍ وعزيمةٍ.

فلا ينساقُ الشابُّ المُسلمُ خلف التقليد الأعمَى في كلامِه، أو لباسِه،
أو هيئتِه، بل يتأسَّى بهَدي النبيِّين وسَمت الصالِحين، قال تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
[الأحزاب: 21].

وإنَّ واجِبنا الدينيَّ والأخلاقيَّ والوطنيَّ ليُحتِّمُ على كل فردٍ منَّا -
وخاصَّةً الشباب - أن ينهَضَ بواجِباتِه؛ لنكون يدًا واحدةً في وجهِ
المُفسِدين والمُغرِضين، والمُنتهِكين لحُرمات الدين والوطن،
مِن خلال التصدِّي للشائعات المُغرِضة، والأخبار الكاذِبة، والدعوات المشبُوهة،
والجماعات المُنحرِفة، والأحزاب الضالَّة، والتنظيمات المارِقة التي
تسعَى جاهدةً إلى إثارة البلبلة والفتن، والقلاقِل والإحَن؛ لننعَمَ جميعًا بالأمن
والاستِقرار، ونُحافِظ على الوحدة الدينية، واللُّحمة الوطنيَّة.

والدعوةُ الحرَّاء مُوجَّهةٌ إلى مَن لهم مسؤوليَّةٌ تِجاه الشباب والفتيات؛
مِن آباء وأمهات، ومُعلِّمين ومُعلِّمات، وأربابِ التربية، وحمَلَة الأقلام،
ورِجال الإعلام أن اتَّقُوا اللهَ في مسؤوليَّاتكم تجاه شبابِ الأمة،
روُّوا قلوبَهم مِن الكتاب والسنَّة، ومنهَج سلَف الأمة، ومُجافاة البِدَع
والشركيَّات، والمُحدَثات والمُخالفات، وخطابات التحريضِ والإقصاء،
والكراهية والتمييز والعنصريَّة والطائفيَّة،
وأعمال التطرُّف والإرهاب الذي لا دينَ له، ولا وطنَ له.

ربُّوهم على الوسطيَّة والاعتِدال، والتسامُح والتعايُش، والحكمة والتوازُن،
فلا غلُوَّ ولا جفاء، حصِّنُوهم مِن الأفكار الدَّخِيلة، والمناهِج الهَزيلة،
حفِّزُوهم على كل ما يبني القُدرات، ويُحقِّقُ الطمُوحات، مكِّنُوهم مِن
خدمة الدين وتنمية الأوطان، وحذِّروهم ممَّن يستهدِفُونهم خلف بعضِ
منصَّات التواصُل الاجتماعيِّ، وممَّن لا يفتؤُون مِن النَّيل
مِن القُدوات، وهزِّ القناعات بالثِّقات الأثبات.

وليعلَم أربابُ الطمُوحات أنَّ هناك قعَدةً مُحبِطين، يائِسين قانِطين،
أعداء التطوير والتميُّز والإبداع، يغتالُون كلَّ مُبادَرة،
ويقطَعُون الطريقَ على كل واثِقٍ ناجحٍ طَمُوح، فلا يلتَفِتُ إلى بُنيَّات الطريق.

وليبذُلُوا الهمَّة ليبلُغُوا القمَّة، مُستعِينين بالله تعالى،
مُتوكِّلين عليه، وصدقَ ربُّ العالمين:
{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
[البقرة: 148].

بارَكَ الله لِي ولكُم الوحيَين، ونفَعَني وإيَّاكُم بهَديِ سيِّد الثَّقَلَين، أقُولُ قَولِي هذا،
وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولكافَّة المُسلمين والمُسلمات مِن
كل الآثام والخطيئات، فاستغفِرُوه وتوبُوا إليه، إنَّه هو التوابُ الغفور.

الخطبة الثانية

الحمدُ لله حمدًا يتردَّدُ أنفاسَ الصُّدور، ويتكرَّرُ تكرُّر لحظات العيُون
في السُّطُور، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له الكريمُ الغفُور، وأشهدُ
أنَّ نبيَّنا مُحمدًا عبدُ الله ورسولُه العبدُ الشَّكُور، صلَّى الله وسلَّم وبارَك
عليه وعلى آلِهِ وصحبهِ ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم النُّشور.

أما بعد .. فيا عباد الله:

اتَّقُوا الله حقَّ التقوَى؛ فإنَّها الذُّخرُ الأبقَى، والسعادةُ التي
لا فوقَها مرقَى، {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
[البقرة: 197].

رد مع اقتباس