الموضوع: درس اليوم 4223
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-29-2018, 06:13 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,344
افتراضي درس اليوم 4223

من:إدارة بيت عطاء الخير


درس اليوم

معالم الحج ومقاصده في البناء والعطاء (3)

لا تخلو مناسبة الحج من معالم وفوائد، بل إن هذه المنافع والمعالم
معلومة مشهودة على مرّ الأزمان، وهي ذات مقاصد وأبعاد شخصية
ومجتمعية، وأخلاقية وتربوية، وسياسية واقتصادية ... ومن ذلك ما يلي:

3 ـ تعميق معاني الخضوع الكامل لله تعالى:

إن ممارسة الحجاج لمناسك الحج على تنوّع صورها وأوقاتها وأماكنها،
واختلاف مفرداتها وأعدادها ومضامينها، تغرس في نفوسهم قيمة الطاعة
لله الواحد الأحد، وتعمّق في ضمائرهم وأحاسيسهم معاني الامتثال الكامل
لأوامر الله وأحكامه وتوجيهاته، ولو لم تظهر لهم عاجلاً حكمة ذلك
ولا مردوده الحسيّ. ومن المظاهر المشهودة المؤيدة لهذا المعنى ما يقدم
عليه الحاج: حيث يفارق أهله وأحبَّاءه وأصدقاءه، ويبعد عن وطنه الذي
عاش فيه، ويترك حياته الرتيبة التي ألفها، مع ما في ذلك من التعرّض
لمشاق السفر وأخطاره وتحمّل نفقاته وأعبائه، من غير انتظار لعوائد
مالية أو نيل مكاسب وأرباح مادية، سوى الامتثال لأوامر الله تعالى
والظفر برضوانه.

ومن تلك المظاهر المشهودة الدالة على الخضوع الكامل لله تعالى أيضاً:
الطواف بالكعبة المعظمة سبعة أشواط، وتقبيل الحجر الأسود، ورمي
الجمرات بأوقات وأعداد معلومة محدّدة، والوقوف في صعيد عرفات،
ثـم الاتجاه ليلاً إلى مزدلفة للمبيت فيها …

وهكذا تندمج نشاطات الإنسان البدنية والفكرية والروحية وتتفاعل
في تعاظم وتسام، لتتعوّد على تنفيذ أوامر الله تعالى والتزام توجيهاته
بصدق وإخلاص وخضوع وتذلّل، دون تردّد ولا تأخّر، ولو لم تظهر
الفوائد الحسية لذلك عاجلا.

روى الشيخان عـن عمر بن الخطاب رضـي الله عنـه أنه كان يقبّل الحجر
ويقول:

( إني لأعلم أنك حجر لا تضرّ ولا تنفع،
ولو لا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك ).

وكان ابنه عبد الله إذا استلم الحجر قال:
( اللهم إيمانا وتصديقا بكتابك وسنة نبيك.).
رواه الطبراني في الأوسط.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس