عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-26-2018, 08:34 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,333
افتراضي الإفساد في الأرض حكمه وخطره وآثاره (7)


من: الأخت/ غرام الغرام


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الإفساد في الأرض حكمه وخطره وآثاره (7)


الأرض تشهد على أهلها

الأرض تشهد على أهلها يوم القيامة قال تعالى:
{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}
[سورة الزلزلة : الآية 4]
قال أهل العلم: تشهد على كل من عمل عليها بخير أو شَرٍّ، وقد قال الله
في كتابه العزيز
{وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا}
[سورة الأعراف : الآية 56 ]
{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ
بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّن المُحْسِنِينَ}

[سورة الأعراف : الآيتان: 55- 56 ]
فإصلاحها بتوحيد الله، وإخلاص الدين لله، وإقامة شرع الله، قَالَ رَسُولُ ا
للَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( حَدٌّ يُعْمَلُ بِهِ فِي الْأَرْضِ، خَيْرٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا )
( 25).

كُلٌّ يَدَّعِي الإصلاح

إن الفساد والإفساد شر وبلاء، فإن العبد قد يكون عبد سوء وفساد،
وقد يكون عبدَ خير وتقوى، فإن تخلق بالدين، والخلق القويم، وامتلأ
قلبه إيمانًا وتقوى، سعى في إصلاح البلاد والعباد، وإن انحرف معتقده،
وساء سلوكه، سعى في إفساد البلاد والعباد.

إن الفساد والإصلاح أمرين متناقضين، وكل يدعي لنفسه أنه المصلح،
ولكن كما قال الله تعالى:
{وَاللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ}
[سورة البقرة : الآية 220]،
قال الله عن المنافقين إنهم إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا:
إنما نحن مصلحون
{أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}
[سورة البقرة : الآية 12]،
كانوا إذا نُهوا عن الفساد في الأرض بكفرهم بالله، وتكذيبهم لرسوله،
وعملهم بخلاف ما يظهرون
{قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}
[سورة البقرة : الآية 11]
قال الله تعالى:
{أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}
[سورة البقرة : الآية 12]،
وأخبر عن فرعون أنه قال عن موسى -عليه السلام-:
{إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ}
[سورة غافر : الآية 26]
، ففرعون يصف موسى -عليه السلام- بأنه يسعى في الأرض فسادًا ،
وفرعون أعظم المفسدين والمسرفين .
فهذا فرعون الذي قال:
{أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}
[سورة النازعات : الآية 24]
يرى أنه مصلح، وهذا من انتكاس الفطر والعياذ بالله.




رد مع اقتباس