و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أنَّ سيِّدنا و نبيَّنا محمَّدًا عبد الله و رسوله ،
ذو الشرف الأسنى و المقام الأعظم ، صلى الله و سلم و بارك عليه ،
و على آله و أصحابه ذوي الأمجاد و الشِّيَم ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمّـــا بعـــد :
فإنَّ عظمَ الجزاء مع عظم البلاء ، و إن الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم ،
فمن رضِي فله الرضا ، و من سخط فعليه السخط ،
و إذا أراد الله بعبده الخيرَ عجَّل له العقوبةَ في الدنيا ،
و إذا أراد بعبده الشرّ أمسَك عنه بذنبه حتى يُوافي به يوم القيامة .
بهذا جاءت الأخبار عن نبيِّنا محمد صلى الله عليه و سلم .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و اصبروا و اعتبروا ، و خُذوا حِذركم ،
و اعتصِموا بالله ، هو مولاكم فنعم المولى و نعم النّصير ، و أكثِروا من الاستغفار ،
أكثروا منَ الاستغفار و الرجوعِ و إظهارِ النّدَم و التوبة ،
فقد زلزلت الكوفة في زمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال :
( يا أيها الناس ، إنّ ربَّكم يستعتِبُكم فأعتبوه ) ،
فهو سبحانه يَبعَث النّذرَ و الآيات ليرجع العبادُ إلى ربهم ، و حتى لا يُؤخَذوا على غِرة .
و قد رجفت المدينة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال :
( لئن رجفت أخرى ، و الله لا أساكنكم فيها أبداً )
فحاسبوا أنفسكم رحمكم الله ، و ارجعوا إلى ربكم ، و أكثروا من الاستغفار ،
{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
[ الأنفال: 33 ] .
ألا تستغفرون الله ؟! تضرَّعوا و ادعُوا و أحسِنوا و تصدَّقوا ،
و لقد قال الله في أقوام :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ *
فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ *
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ *
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[الأنعام: 42-45] .
ثم صلّوا و سلّموا على رسولِ الله نبيِّكم محمّدٍ رسول الله ،
فقد أمركم بذلك ربّكم ، فقال عز من قائلا عليما :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56] .
اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِكْ على عبدك و رسولك نبيّنا و سيّدنا محمّدٍ ،
صاحبِ الوجه الأنوَر و الجبين الأزهر و الخلُق الأكمل ،
و على آل بيتِه الطيّبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمهاتنا أمّهات المؤمنين ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين و الأئمّة المهديّين :
أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ،
و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنّا معهم بعفوِك و جودك يا أكرم الأكرمين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم