بسم الله - و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله -
و على آله و صحبه و من والاهـ
سلسلة:
( شروط لا إله إلا الله )
بسم الله نبدأ اليوم مع ثاني دروس و شروط
هذه السلسلة المباركة إن شاء الله تعالى :
قال الشيخ / حافظ الحكمي في منظومته ( سلم الوصل ) :
الـعلـم و الـيـقـيـن و الـقـبـول و الانقياد فادر ما أقول
و الصدق و الإخلاص و المحبة وفقك الله لـمـا أحـبـه
-------------------------------------------
( 2 )
( الـــيـــقـــيـــن )
( الـيـقـيـن ) بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً ،
فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم ( اليقين ) لا علم ( الظن ) ،
فكيف إذا دخله الشك .
قال الله عز و جل :
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ ) .
الحجرات (15).
فاشترط في صدق إيمانهم بالله و رسوله كونهم لم يرتابوا ،
أي : لم يشكوا ، فأما المرتاب فهو من المنافقين .
و في الصحيح من حديث أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
" أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ
لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ
فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ " .
و في رواية :
" لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فَيُحْجَبَ عَنْ الْجَنَّةِ " .
و فيه عنه رضي الله عنه من حديث طويل
أن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بعثه بنعليه فقال :
" فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " ... الحديث .
فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقناً بها قلبه غير شاك فيها ،
و إذا انتفى الشرط انتفى المشروط .