من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
الربوبية في القرآن
كثر في القرآن ذكر ربوبية الرب لعباده
ومتعلقاتها ولوازمها .*
وهي على نوعين:
*النوع الأول*
*ربوبية عامة:*
يدخل فيها جميع المخلوقات:
برها وفاجرها بل مكلفوها وغير المكلفين، حتى الجمادات .
*وهي أنه تعالى المنفرد بخلقها ورزقها وتدبيرها،
وإعطائها ما تحتاجه أو تضطر إليه في بقائها،
وحصول منافعها ومقاصدها فهذه التربية لا يخرج عنها أحد .*
*والنوع الثاني:*
*ربوبية خاصة*
في تربيته لأصفيائه وأوليائه، فيربيهم بالإيمان الكامل، ويوفقهم لتكميله
ويُكملهم بالأخلاق الجميلة، ويدفع عنهم الأخلاقَ الرذيلة، وييسرهم
لليسرى ويجنبهم العسرى .
*وحقيقتها:*
*التوفيق لكل خير،*
*والحفظ من كل شر،*
*وإنالة المحبوبات العاجلة والآجلة،*
*وصرف المكروهات العاجلة والآجلة.*
فحيث أُطلقت ربوبيته تعالى فإن المراد بها المعنى الأول،
مثل قوله تعالى:
{ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
[الفاتحة: 2]
{ وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ }
[الأنعام: 164] ونحو ذلك .
وحيث قُيدت بما يحبه ويرضاه، أو وقع السؤال بها من الأنبياء
وأتباعهم، فإن المراد بها النوع الثاني .
(وهو متضمن للمعنى الأول وزيادة) ؛
*ولهذا تجد أسئلة الأنبياء وأتباعهم في القرآن بلفظ الربوبية غالباً
فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.*
*فملاحظة هذا المعنى نافعةأعظم النفع للعبد*.
ونظير هذا المعنى الجليل:
*أن الله أخبر في عدة آيات أن الخلق كلهم عباده وعبيده:*
{ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً }
[مريم:93]
*فكلهم مماليكه، وليس لهم من الملك والأمر شيء .*
*ويخبر في بعض الآيات أن عباده بعض خلقه*
كقوله:
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً }
[الفرقان: 63]
*ثم ذكر صفاتهم الجليلة .*
وكقوله:
{ أَلَيسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }
[الزمر: 36]وفي قراءة { عبدِهِ } وقوله:
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ }
[الإسراء: 1]
وقوله:
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا }
. [البقرة: 23]
*فالمراد بهذا النوع من قاموا بعبودية الله،
وأخلصوا له الدين على اختلاف طبقاتهم.*
فالعبودية الأولى:
يدخل فيها البر والفاجر .
والعبودية الثانية:
صفة الأبرار .
ولكنَّ الفرق بين الربوبية والعبودية:
أن الربوبية وصف الرب وفعله، والعبودية وصف العبيد وفعلهم .