( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )
الذاريات/56
-------------------------------------------
( قال ابن كثير – يرحمه الله )
أي : إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي ، لا لاحتياجي إليهم .
و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
رضى الله عنهم أجمعين :
إلا ليعبدون ، أي : إلا ليقروا بعبادتي طوعاً أو كرهاً ،
و هذا اختيار ابن جرير .
و قال ابن جريج : إلا ليعرفون .
و قال الربيع بن أنس : إلا ليعبدون ، أي : إلا للعبادة .
انتهى .
تفسير ابن كثير ( 4 / 239 )
-------------------------------------------
(قال الشيخ/ عبد الرحمن السعدي – يرحمه الله)
فالله تعالى خلق الخلق لعبادته ، و معرفته بأسمائه و صفاته ،
و أمرهم بذلك.
* فمن انقاد ، و أدى ما أمر به ، فهو من المفلحين .
* و من أعرض عن ذلك ، فأولئك هم الخاسرون .
و لا بد أن يجمعهم في دار ،
يجازيهم فيها على ما أمرهم به و نهاهم ،
و لهذا ذكر الله تكذيب المشركين بالجزاء .
فقال جل من قائل سبحانه فى محكم التنزيل :
( وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ
لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ ) .
أي : و لئن قلتَ لهؤلاء ، و أخبرتهم بالبعث بعد الموت ،
لم يصدقوك ، بل كذبوك أشد التكذيب ، و قدحوا فيما جئت به ،
و قالوا :
( إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ ) ألا و هو الحق المبين .
انتهى
تفسير السعدي ( ص 333 )