الحمد لله، ذي الفضل و الإنعام ، توعد من عصاه بأليم الانتقام ،
و وعد من أطاعه بجزيل الثواب و الإكرام ،
أحمده سبحانه و أشكره ، على فضله السابغ و نعمه العظام ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
{ تَبَـٰرَكَ ٱسْمُ رَبّكَ ذِى ٱلْجَلَـٰلِ وَٱلإِكْرَامِ }
[ الرحمن : 78 ] ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله ،
حث على فعل الطاعات و حذر من المعاصي و الآثام ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه البررة الكرام ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان و سلم تسليمًا كثيرًا مستمرًا على الدوام .
أمّــا بــعــد :
فأوصيكم - أيها الناس – و نفسي بتقوى الله ، فاتّقوا الله رحمكم الله ،
و اجعَلوا مراقبتَكم لمن لا يغيب عنكم نظرُه ، و شكرَكم لمن تترادف عليكم نعَمُه ،
و خضوعَكم لمن لا تخرجون عن ملكه و سلطانه ، ما شغَل عن الله فهو شُؤم ،
و التُّؤَدَة خيرٌ إلا في أمرِ الآخرة ،
{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }
[ طه : 84 ] .
توبوا من المعاصي ، و استعِدُّوا ليومٍ يُؤخَذ فيه بالأقدام و النّواصي ،
بضاعَة الأقوياء العمَل ، و بضاعة الضّعفاء الأمَاني ،
و إخوانُ السوء كالنار يُحرِق بعضها بعضًا ،
{ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ }
[ الزخرف : 37 ] .
أيها المسلمون :
ماأكثرُالنعمِالتىبينأيديناو إنغفلناعنها!!.
أقليلأن يخرجالإنسانمنبيتهو هويهزيديهكلتيهما
٬و يمشىعلىالأرضبخطواتثابتة٬و يملأ صدرهبالهواءفىأنفاسعميقة
٬و يمدبصرهإلىآفاقالكون٬فتنفتحعيناهعلى مافيه من مناظر
٬و تلتقطأذناهمايموجبهالعالممنحراكالحياةوالأحياء ؟
. إنهذهالعافية التىنمرحفىسعتهاو نستمتعبحريتهاليستشيئاقليلاً.
و إذاكنافىذهولعماأوتينا منصحةفىأبداننا٬و سلامةفىأعضائنا
٬و اكتمالفىحواسنا٬فلنستيقظعلىعجل..
و لنذق طعمالحياةالموفورةالتىأتيحتلنا
٬و لنحمد الله ولى أمرناو ولىنعمتنا على هذاالخير الكثيرالذىحباناإياه ..