الأخ البروفيسور / محمد هاشم عبدالبارى
فى سلسلة ممتعة خصنا و المجموعات الإسلامية الشقيقة بها
{ من آيات الرحمن فى الحشرات التى وردت بالقرآن }
ننشرها لكم كما وردت من سعادته دون أى تعديل بناء على طلبه
و هى حلقات مسلسلة و لكن ليست يومية أو أسبوعية
و إنما كلما قدره الله على بعثها
و نسأل الله له الشفاء و القوة و القدرة على إتمامها
رغم ظروفه الصحيه لم يقبل بأن يخفى العلم عنا فجزاه الله خير الجزاء .
من آيات الرحمن في الحشرات التى وردت بالقرآن
الجزء الأول / الذباب
يشفى الأحياء و يأكل الأموات :
الجراحة بالدّود
الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد الباري
**************
الحلقة الأولى من الجزء الأول
دخل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
مُصلاه فرأى ناسا كأنهم يكتشرون قال :
( أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات لشغلكم عمّا أرى
فأكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت فانه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه
فيقول أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدّود .... )
الدود؟ نعم الدود! الدود الذي سوف ينهش لحومنا وشحومنا وعروقنا بعد موتنا ؟! لا تقشعر، ولكن لا تنسى أنك في نهاية الأمر لست إلا طعاما للدود. ولكن أي دود ذلك الذي سوف يقضى على أجسادنا التي لا حول لها ولا قوة؟ هل هو دود الأرض؟ كلا. إن دود الأرض – الذي نبحث عنه لنستعمله طعما لصيد السمك سوف يأتي على أجسادنا في مرحلة لاحقة!
انه لا يتغذى على أجسادنا مباشرة، ولكنه يقتات على المادة العضوية المتخلفة عن أكل دود آخر لأجسادنا. إذن فهو دود الإسكارس؟ كلا أيضا!
ديدان الأسكاريس
فانّ ديدان الإسكارس من الديدان الخيطية وهى تحتل أمعائنا الدقيقة ونحن أحياء وتتطفل على أفضل غذائنا المهضوم كما تحتل إسرائيل الأرض الفلسطينية وتتطفل على مقدّرات الشعب الفلسطيني، أنها طفيليات داخلية وتموت بموت الإنسان الذي تحتل أمعائه ولكن فلسطين ستبقى وستموت إسرائيل , ولا شأن لديدان الإسكارس بجثثنا بعد موتنا. لقد أضجرتني، أي دود إذن ذلك التي شغلتنا به؟ سأوضّح لك الأمر حالا!
إن الدود الذي يأكل أجسامنا بعد موتنا هو دود ذباب وخنافس. إذن فهو من الحشرات! وهو طور من أطوار الحشرة. فالحشرات لا تبقى على حالها مثلنا ومثل أغلب الحيوانات التي نعرفها. فهي تتبدل في الشكل والوظيفة والمعيشة من شكل (طورStage ) إلى آخر. والكثير منها – ومنها الذباب والبعوض والخنافس والفراشات والبراغيث والنحل والنمل والزنابير – تبدأ حياتها بالبيض الذي تضعه الأنثى الأم ويفقس البيض إلى يرقات Larvae(دود Maggots) يتغذى ويكبر وينسلخ عدد من الانسلاخ يتحول بعدها إلى خادرات (عذارىPupae ) لا تتحرك ولا تتغذى ولا تحدث ضررا ولا نفعا، وإنما تحدث بداخلها تحولات كيميائية حيوية هائلة تحيل أنسجة وأعضاء الدودة إلى أنسجة وأعضاء كائن آخر يختلف شكلا وموضوعا وهو الحشرة الكاملى اليافعة (Adult) الذبابة أوالخنفساء أو البعوضة أو الفراشة أو البرغوث أو النحلة أو النملة وهكذا! ويختلف غذاء تلك الأطوار الكاملة من الحشرات عن غذاء اليرقات التي نتجت منها. فمثلا دودة ورق القطن تتغذى على أوراق وأزهار القطن ونحو 130 محصول آخر وعلى الحشائش، ولكن الفراشات التي نتجت منها لا تتغذى على ذلك وإنما تمتلك خرطوما تمتص به رحيق الأزهار والمحاليل السكرية، وإذا دسست لها المواد النباتية التي كانت تأكلها يرقاتها ربما تتعثر حياتها وتموت!
ولكن دعك من بقية الحشرات ولنركّز في ذلك الدود الذي يأكلنا بعد موتنا، انه يرقات الذباب. ولكن أي ذباب؟ هل هو يرقات الذبابة المنزلية التي نمضى أيامنا في هشّها ونشّها؟ كلا!
إن الذباب الذي خلقه الله وذكره تبارك وتعالى في القرآن الكريم أنواع عديدة عديدة وليس نوعا واحدا كما تتوهم. انه أمم كثيرة. فيوجد حولنا نحو 300 ألف نوع من الذباب، وما تعرّف عليه علماء الحشرات ووصفوه ويعكفون على دراسته يزيد عن 120 ألف نوع من الذباب! والذباب المنزلي الذي نذبّه طوال اليوم هو نوع واحد فقط من تلك الأنواع! ويرقاته (دوده) يتغذى على الزبالة والروث والبراز والمواد العضوية المتحللة والمتعفنة الرطبة وجثث الحيوانات والإنسان إذا صادفها. ولكنّ ما نخصه بالذكر في موضوعنا هو ذبابة أخرى من مجموعة من أنواع الذباب الذي يتغذى على الأنسجة الحيوانية الميتة والمتعفنة والجثث. ويرقاته أي دوده يتخذ من جثثنا مآدب عظيمة وشهية. انه ذباب المقابر. وتتعدد أنواع ذباب المقابر ومنها ذباب اللحم والذبابة الخضراء والذبابة الزرقاء. وكان ضباط أمن الدولة – الذي كان – عندما يعذبون المعتقلين من الإسلاميين يهددونهم بأنهم سوف يخفونهم بحيث أنّ الذباب الأزرق لن يعرف مكانهم!!! وكان ضباط المباحث العامة – التي كانت – أيام عبد الناصر وشمس بدران تهددهم بأنها سترسلهم وراء الشمس !!!
ولكن عموما ينبغي أن نوقن أن الذباب الأزرق والذباب الأخضر يعرف طريقه جيدا إلى جثثنا ولن يضله أبدا. كان المصريون القدماء يخشون على جثث الملوك والكبراء من الدود والتعفن والتحلل فيحنطونها بالمواد الكيماوية السرية ويلفونها بالقماش المعامل ويضعونها في توابيت فلا يقربها الذباب ، ولكن حديثا ظهرت بدعة حفظ الجثث بالتجميد في النيتروجين السائل ووضعها في كبسولات وإطلاقها بالصواريخ في الفضاء لتدور في الفضاء إلى ماشاء الله. ولكن أين سوف يذهب من الله ذلك الذي حنطت جثته أو دارت جثته في الفضاء؟ "فأين تذهبون". ولكن دعني ألقى نظرة على ذباب المقابر أبطال موضوعنا عن