عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-24-2016, 03:35 PM
راجية الجنة راجية الجنة غير متواجد حالياً
..
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 4,039
افتراضي الله هو الذي يهدي

من الأخت الزميلة / جِنان الورد

الله هو الذي يهدي




السؤال :

الله هو الذي يهدي ويضل أم الأنسان الكافر أو العاصي

هو الذي يختار الهداية والضلال ؟؟


الجواب :

الحمد لله أولا والتوفيق والهداية بيد الله عز وجل ،

من شاء الله أن يهديه هداه ، ومن شاء أن يضله أضله


قال الله تعالى :



{ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ

وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }


[ الزمر : 73 ]


والمسلم يدعو في صلاته :


{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }

[ الفاتحة : 6 ]


لعلمه أن الهداية بيد الله تعالى ، ومع ذلك ؛ فالعبد مطالب

بالأخذ بأسباب الهداية ، مُطالَب بالصبر والثبات والبدء بطريق الاستقامة ،

فقد وهبه الله عز وجل عقلا منيرا ، وإرادة حرة ، يختار بها الخير من الشر،

والهدى من الضلال ، فإذا بذل الأسباب الحقيقية ،

وحرص على أن يرزقه الله الهداية التامة جاءه التوفيق من الله تعالى .



قال تعالى :



{ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ

عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }


[ الْأَنْعَام : 153 ]

وقد أطال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

في بيان هذه المسألة التي تشكل على بعض الناس ،

فقال :



[ إذا كان الأمر راجعا إلى مشيئة الله تبارك وتعالى ،

وأن الأمر كله بيده ،

فما طريق الإنسان إذن ،

وما حيلة الإنسان إذا كان الله تعالى قد قَدَّر عليه أن يضل ولا يهتدي ؟ ]


فنقول :

الجواب عن ذلك أن الله تبارك وتعالى إنما يهدي من كان أهلاً للهداية ،

ويضل من كان أهلاً للضلالة ،



ويقول الله تبارك وتعالى :



{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }

[ الصف : 5 ]



ويقول تعالى :



{ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ

وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ

وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ }

[ المائدة : 13 ]


فبين الله تبارك وتعالى أن أسباب إضلاله لمن ضل

إنما هو بسبب من العبد نفسه ، والعبد لا يدرى ما قَدَّر الله تعالى له ،

لأنه لا يعلم بالقدر إلا بعد وقوع المقدور .

فهو لا يدري

هل قدر الله له أن يكون ضالا أم أن يكون مهتديا ؟


فما باله يسلك طريق الضلال ، ثم يحتج بأن الله تعالى قد أراد له ذلك !

أفلا يجدر به أن يسلك طريق الهداية ثم يقول :

إن الله تعالى قد هداني للصراط المستقيم .

والله أعلم .

رد مع اقتباس