الْفَصْلُ الْأَوَّلُ : فِي بَيَانِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى وَضْعِ الْيَدَيْنِ تَحْتَ السُّرَّةِ ،
وَقَدْ تَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ عَلَى مَذْهَبِهِمْ هَذَا بِأَحَادِيثَ :
الْأَوَّلُ : حَدِيثُوَائِلِ بْنِ حُجْرٍرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَوَىابْنُ أَبِي شَيْبَةَفِي مُصَنَّفِهِ ،
قَالَ حَدَّثَنَاوَكِيعٌعَنْمُوسَى بْنِ عُمَيْرٍعَنْعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍعَنْ أَبِيهِ
قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ تَحْتَ السُّرَّةِ .
قَالَ الْحَافِظُ الْقَاسِمُ بْنُ قُطْلُوبُغَا فِي تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ الِاخْتِيَارِ شَرْحِ الْمُخْتَارِ : هَذَا سَنَدٌ جَيِّدٌ .
وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو الطَّيِّبِ الْمَدَنِيُّ فِي شَرْحِالتِّرْمِذِيِّ : هَذَا حَدِيثٌ قَوِيٌّ مِنْ حَيْثُ السَّنَدِ .
وَقَالَ الشَّيْخُعَابِدٌ السِّنْدِيُّفِي طَوَالِعِ الْأَنْوَارِ : رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .
قُلْتُ : إِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ وَإِنْ كَانَ جَيِّدًا لَكِنْ فِي ثُبُوتِ لَفْظِ " تَحْتَ السُّرَّةِ "
فِي هَذَا الْحَدِيثِ نَظَرٌ قَوِيٌّ . قَالَ الشَّيْخُمُحَمَّد حَيَاة السِّنْدِيُّفِي رِسَالَتِهِ فَتْحِ الْغَفُورِ :
فِي زِيَادَةِ تَحْتَ السُّرَّةِ نَظَرٌ بَلْ هِيَ غَلَطٌ مُنْشَؤُهُ السَّهْوُ فَإِنِّي رَاجَعْتُ نُسْخَةً صَحِيحَةً
مِنَ الْمُصَنَّفِ فَرَأَيْتُ فِيهَا هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا السَّنَدِ وَبِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ إِلَّا إِنَّهُ لَيْسَ
فِيهَا " تَحْتَ السُّرَّةِ " وَذَكَرَ فِيهَا بَعْدَ هَذَا الْحَدِيثَ أَثَرَالنَّخَعِيِّوَلَفْظُهُ قَرِيبٌ مِنْ لَفْظِ
هَذَا الْحَدِيثِ أَوْ فِي آخِرِهِ : فِي الصَّلَاةِ تَحْتَ السُّرَّةِ ، فَلَعَلَّ بَصَرَ الْكَاتِبِ زَاغَ مِنْ مَحَلٍّ إِلَى مَحَلٍّ آخَرَ ، فَأَدْرَجَ لَفْظَ الْمَوْقُوفِ فِي الْمَرْفُوعِ ،
انْتَهَى كَلَامُ الشَّيْخِمُحَمَّد حَيَاة السِّنْدِيُّ .
وَقَالَ صَاحِبُ الرِّسَالَةِ الْمُسَمَّاةِ بِالدُّرَّةِ فِي إِظْهَارِ غِشِّ نَقْدِ الصُّرَّةِ :
وَأَمَّا مَا اسْتَدَلَّ بِهِ مِنْ حَدِيثِوَائِلٍالَّذِي رَوَاهُابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، فَهَذَا حَدِيثٌ فِيهِ كَلَامٌ كَثِيرٌ .
قَالَ : وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَابْنُ أَبِي شَيْبَةَوَرَوَى بَعْدَهُ أَثَرَالنَّخَعِيِّوَلَفْظُهُمَا قَرِيبٌ .
وَفِي آخِرِ الْأَثَرِ لَفْظُ " تَحْتَ السُّرَّةِ " وَاخْتَلَفَ نُسَخُهُ فَفِي بَعْضِهَا ذَكَرَ الْحَدِيثَ
مِنْ غَيْرِ تَعْيِينِ مَحَلِّ الْوَضْعِ مَعَ وُجُودِ الْأَثَرِ الْمَذْكُورِ ، وَفِي الْبَعْضِ وَقَعَ الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ
بِزِيَادَةِ لَفْظِ تَحْتَ السُّرَّةِ بِدُونِ أَثَرِالنَّخَعِيِّفَيُحْتَمَلُ أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ مُنْشَؤُهَا تَرْكُ الْكَاتِبِ
سَهْوًا نَحْوَ سَطْرٍ فِي الْوَسَطِ وَإِدْرَاجُ لَفْظِ الْأَثَرِ فِي الْمَرْفُوعِ ، كَمَا يُحْتَمَلُ سُقُوطُ
لَفْظِ " تَحْتَ السُّرَّةِ " فِي النُّسْخَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ ، لَكِنَّ اخْتِلَافَ النُّسْخَتَيْنِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ
يُؤْذِنُ بِإِدْخَالِ لَفْظِ الْأَثَرِ فِي الْمَرْفُوعِ ، انْتَهَى كَلَامُ صَاحِبِ الدُّرَّةِ .
- ص 76 - وَقَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد فَاخِر الْمُحَدِّثُ الْإِلَهُ آبَادِي فِي مَنْظُومَتِهِ الْمُسَمَّاةِ بِنُورِ السُّنَّةِ :
ابن قطلو بغاست قاسم وأنكه از جمع حلقة أعلام نام
نكند هيج بأور آنرا عقل از كتاب مصنف آرد نقل
غَيْر مَقْصُودٍ أَوْ عيان ديدم دركتا بيكه من دران ديدم
حَاصِلُهُ أَنَّ معناه مَا نَقَلَهُ الْقَاسِمُ ابْنُ قُطْلُوبُغَا عَنِ الْمُصَنِّفِ لَا اعْتِمَادَ عَلَيْهِ وَلَا عِبْرَةَ بِهِ ،
فَإِنَّ الْكِتَابَ الَّذِي رَأَيْتُهُ أَنَا وَجَدْتُ فِيهِ خِلَافَ مَقْصُودِهِ .
قُلْتُ : مَا قَالَهُ هَؤُلَاءِ الْأَعْلَامُ يُؤَيِّدُهُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ رَوَاهُأَحْمَدُفِي مُسْنَدِهِ بِعَيْنِ
سَنَدِابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَلَيْسَتْ فِيهِ هَذِهِ الزِّيَادَةُ فَفِي مُسْنَدِأَحْمَدَ :
حَدَّثَنَاوَكِيعٌحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْعَنْبَرِيُّ عَنْعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ :رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ، انْتَهَى . وَرَوَاهُالدَّارَقُطْنِيُّأَيْضًا بِعَيْنِ سَنَدِابْنِ أَبِي شَيْبَةَوَلَيْسَ فِيهِ أَيْضًا هَذِهِ الزِّيَادَةُ
قَالَ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَاالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،وَعُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَحْوَلُ
قَالَا : حدثنَايُوسُفُ بْنُ مُوسَىنَاوَكِيعٌنَامُوسَىبْنُ عُمَيْرٍ الْعَنْبَرِيُّ ،
عَنْعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَاضِعًا يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ، انْتَهَى .