الحمد لله مَا سبّحَت بحمدِه ألسنةُ الذاكِرين ،
و سبحانَ الله ما أشرَقت بأنوار الطاعةِ وجوهُ العابدين ،
أحمده سبحانه و أشكُره ،
أفاض علينَا من النِّعَم و الإحسان ما لا تبلُغه مسائل السائلين ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين و الآخرين ،
و أشهد أن سيّدنا و نبيَّنا محمّدا عبد الله و رسوله المبعوثُ رحمةً للعالمين ،
و على آلهِ و أصحابه و التابعين ، و من تبِعَهم بحسان إلى يومِ الدّين .
أمّـــا بعـــد :
أيّها المسلمون ، إنّ المخاطرَ كثيرةٌ ، و إنّ مكرَ الأعداء كبير ،
و إن المستهدَفَ هو الإسلام و أهل الإسلام ،
و بخاصّة دار الإسلام الأولى بلادُ الحرمين الشريفين ،
يريدون ضربَ دورِها الرئيس في محيطِها العربيّ و الإسلاميّ و الدّوليّ ،
غيرَ أنَّ الحقَّ و أهلَه و دولتَه تقِف في مثل هذا مواقفَ حازِمَة ،
و تتعامل معها بمسؤوليّةٍ حِمايةً للدّين و الدّار و النّاس ،
و لقد برهَنَت هذه الأحداثُ على اليَقَظة و الكفَاءة و الأداء الرفيع و دِقّة التّعامل ،
ممّا يسجِّل إنجازاتٍ أمنيّةً و قوّة إدارية و رؤيَة بعيدَة في كلِّ الظروف الزّمانيّة و المكانيّة ،
فلله الحمد و المنّة .
لقد نجَحَت و ستنجح إن شاء الله كلُّ القِطاعات ـ الإداري منها و الأمنيّ و السياسيّ ـ
في التعامُل مع هذه الأحداثِ حِفاظًا على الدّين و الدار و المكتسَبَات ؛
لقناعة الجميع بأنَّ أيَّ تصرُّف من هذه التصرّفات الشاذّة لا يستهدف سوى الدين
و مركز هذه البلاد و أمنِها و جماعتها .
موقفٌ حازم تتّخذُه الدولةُ ضدَّ الإرهاب و الفوضى و الفتنة في جهدٍ أمنيّ
و توجيهٍ تربويّ و خِطاب توعويٍّ لمنع هذا الفكرِ الشاذِّ ،
و بخاصّةٍ في أوساطِ الشباب و أصحابِ المعارف القليلة و الإدراكِ المحدود .
و مع كلِّ هذه الإنجازاتِ المشكورة و الثّقَةِ الواثقةِ فمطلوبٌ مزيدٌ من اليقَظَة ،
و بخاصّةٍ على المستوى الفرديّ و الشعبيّ و الأسريّ ،
في تنبيهِ الأبناء و تحذيرِهم من هذه المخاطِر و الإنزلاقاتِ في الأفكار الضالّة غلوًّا و جفاءً ،
حمَى الله هذه الديارَ
و جميع ديارَ المسلمين من كلِّ سوء ، و جنَّبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن ،
و حفِظ علينا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا ، و أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا
و آخرتَنا التي إليها معادنا ، إنه سميعٌ مجيب .
هذا ، و صلّوا و سلِّموا على الرّحمة المهداةِ و النّعمَة المسداة
المبعوث رحمةً للعالمين سيد الأولين و الآخرين ،
فقد أمركم بذلك ربُّكم في محكم التنزيل ،
فقال عز من قائلا عليما :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب:56] .
اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ،
و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ،
و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ،
و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين ...
ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم
أنتهت