56 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :
( المرأة بين ظلم الجاهلية و عدل الإسلام )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================
الحمد لله، جرَت بالأقدار أقلامُه ، و مضَت في الخلائق أحكامُه ،
أحمده سبحانه وأشكره شكرًا يزيد به فضلُ ربّي و إِنعامه ،
و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ حقٍّ و يقين
يزول بها عن القلبِ غِشاوته و ظلامُه ،
و أشهد أنّ سيّدَنا و نبينا محمّدًا عبد الله و رسوله
ببعثته و رسالته كمل الدِّين و أرتفعت أعلامه ،
صلى الله و سلَّم و بارك عليه و على آله و أصحابِه
صلواتٍ و سلامًا و برَكات دائِمَاتٍ ما دام الدّهرُ ليالِيه و أيّامُه ،
و التابعين و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين .
أمّـــا بعـــد :
فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ و نفسي بتقوَى الله عزّ و جلّ ، فأتقوا الله ربَّكم ،
فأهل النجاةِ و الخلاص هم أهل التقوى و الوفاءِ و الإخلاص ،
الذين يوفون مع الله المواثيقَ ، و يخلِصون له في يقينٍ و تَصديق ،
فيَا ويحَ الغافلين ، خَفَّ زادُهم ، و قلَّ مَزادهم ، فطال عليهم السبيلُ ،
و حار فيهم الدليل ، قِصَر أجل مع طول أمل و تقصير في عمَل ،
فلا حول و لا قوّة إلا بالله ، الأجدادُ أبلتهم الأجدَاث ، و الآباءُ أفنتهم الآباد ،
و الأبناءُ عما قليلٍ نبأٌ من الأنباء ، ففِيمَ الحرص على ظلٍّ زائل و مقيلٍ أنت عنه حائل ؟ !
فأتقوا الله يرحمكم الله ،
{ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ
ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }
[البقرة:281] .
أيها المسلِمون ، حديثُ الناس في هذهِ الأيّام عن الإصلاحِ و الأنفتاحِ و البِناءِ
و التّسامُح و التعاوُن و نَبذ الخلافاتِ و محاربةِ الظلمِ و العدوان و الفسادِ
و الإقصاء و إنتهاج منهَج الوسطيّة و الأعتدال ،
و حديثُ الإصلاح هذا حديثٌ ذو شجون ، لا يحصُرُه مثلُ هذا المقام ،
و لا تحيط به مثلُ هذه الكلمات ، و إن كان لزامًا على أهلِ العلمِ و المصلحين
و أصحابِ الرأي الحديثُ عنه و بيانُ أُسُسه و رسمُ مَعَالمه و أنتهاجُ دروبه و مسالكه .
و مِن المأساة أن بعضَ المتحدِّثين عن الإصلاحِ و الأنفتاحِ مِن أصحاب الرّأيِ
و الفكر و الثقافةِ مِن المسلمين يسوء فهمُهم أو يسوء تفسيرُهم
أو تسوء عبارَتُهم بقصدٍ أو بغير قَصد .
معاشِر المسلمين ، إنَّ لدى كلِّ مسلمٍ ـ ولله الحمد ـ يقينًا صادقا
و عقيدة راسخةً بأنّ الإسلام قد كفَل بأتباعهِ أفرادًا و مجتمعات و أمة ،
كفَل لهم السعادةَ و الكرامةَ في الدنيا و حُسنَ الثواب في العقبى
متى ما تمسَّكوا بدينهم و التزَموا هدي نبيِّهم محمّد صلى الله عليه و سلم ،
كما أنَّ لدى المسلمين قاعدةً راسخة و أصلا ثابتًا ،
و هي أنَّ الحفاظ على الدينِ و الأستمساكَ بالهويّة الإسلامية
لن يتحقَّق إلا بانتماء المسلمين الصادق لدينهم المبنيِّ على صحّة المعتقد
و حُسن الاتّباع و صدقِ الالتزام بأحكام الشّرع قولا و عملاً و أعتقادا .
معاشرَ الأحبّة ، أمام هذه الثوابتِ و أمام سَعَةِ الموضوع و تشعُّبه
قد يكون من الملائِمِ اختيارُ نموذجٍ ذي دلالاتٍ و أبعاد يوضِّح المقصودَ يبيِّن المرادَ ،
فيه إشاراتٌ لمعالم الوسطيّة ، إنّه نموذج الوسطيّة في شأنِ المرأة و حقوقِها و مشكلاتها ؛
وسطيّةٌ بين تحكيمِ نصوص الشّرع المطهَّر و أحكامِه و الخلاصِ مِن مذمومِ العادات
و سيِّئ التقاليد ، تحكيمٌ لحكم الشّرع في القديم و في الجديد ،
وسطيّةٌ و إصلاح تميِّز الأصالةَ و الثوابت ممّا ليس منها ،
و تنفِي عن المعاصِرِ و الجديد ما ليس من لوازِمه .
أيّها المسلمون ، حقوقُ المرأة كلِمةٌ ما أكثَرَ ما تحدَّث عنها المتحدِّثون و المتحدِّثات ،
و تَزَيَّنَت و تزيَّدت بها بعضُ المقالات و الصفحات و الدّعَوات و الادِّعاءات ،
و ما أكثر ما أفاضَت بها المحاضراتُ و المحاورات .
و أمّا مضمون هذه الحقوق فحدِّث عن هُلاميّتها و فضفاضيَّتها و لا حرج ،
بل إنَّ كثيرا من الطُّرُوحات و المعالجاتِ تراها ضائعةً مبعثَرَة بين دعاوَى المدَّعين
و أهواءِ أصحاب الأهواء و ميولِ أصحاب الانتماء و تصنيف ذوي التصنيفات ،
و قد لا تخلُو بعض الطّروحات من تمييعٍ و نفاقٍ والتفافٍ و غموض .
حقوقُ المرأة و حقوق الإنسان يصاحِبُها لدى بعض الكاتبين و الكاتبات
إمَّا عدَم وضوح في المراد ، و إمّا عدَم وضوحٍ في الغاية ،
و بسبَب هذا صارَ الناصحون و غيرُ الناصحين يدورُون في حلقاتٍ مفرَغَة ،
و ضاعت الحقيقة و الحقوق ، و ضُيِّعت الأوقاتُ ، و تبَعثَرت الجهود ،
و ثارَتِ النزاعات و المناقشاتُ السُّفِسطائيّة .
أيها المسلمون ، ما مِن شكٍّ أن للمرأة حقوقًا كما أنَّ للرجل حقوقا ،
و عليها واجبات كما على الرجل واجبات ،
كما أنَّ من اللازم المتعيِّن تبصيرَ المرأة بحقوقها و مساعدَتَها في تحصيلِها
و حِفظها و حمايتها ، بل إنَّ مِنَ تفقُّهِها في دينِها أن تعلَمَ أنَّه ليس من الحياءِ
و لا من حُسن الأخلاق أن لا تطالبَ بحقوقها أمام أبيها و أخيها و زوجِها ،
فقَوامةُ الرجل حقٌّ و مسؤولية ، و لكنّها ليست تسلُّطًا و لا ظلمًا و لا تعسُّفًا .
في ديارِ المسلمين ممارساتٌ ظالمة جائِرة ، يجب النظرُ فيها و إعطاؤُها
ما تستحقّ منَ الأهميّة و الأولوية و جعلُها في صدرِ الاهتمامات و المعالجات .
إنَّ المرأة تعاني صوَرًا من الظلم و القهر و الإقصاءِ و التهميش
و غمطِ الحقوق في معاشِها و تربيّتِها و بيت زوجيّتها و النفقةِ
و حقِّ الحضانة و العدل في المعاملة ، فضلاً عمّا يُطلَب لها
من حقِّ الإحسانِ و التكريم و التبجيلِ .
إنَّ هناك تسلُّطًا على ممتلكاتها ، و سلبًا لحقِّها في اتِّخاذ القرار و المشاركةِ فيهِ
في كثيرٍ من شؤونها و خاصَّتِها ، من حقِّها العدلُ في القِسمة و العدلُ في توزيعِ الميراث
و الثروةِ و المِنَح و الهِبات و العطايا حسَب ما تقضي به أحكام الشرع المطهَّر ،
ناهيكم فيما يقَع من بعض أحوالِ الضَّرب و القَهر و العَضل و الشِّغار
و الحِرمان من الحضانَةِ و النفقة ، و ما يقع خلف جُدران البيوت
و أسوار المنازِلِ من التعسُّف و التنكيلِ و الحَسرَة و الألم و الممارساتِ الظالمة .
يجب مساعدتُها و تشجيعُها و تبصيرُها و دَعمُها في أن ترفَعَ الظلمَ الواقع عليها ،
فترفع مظلمتَها لمن يُنصفها من أقاربها و عُقَلاء معارِفها و حكمائهم و من القضاةِ
و المسؤولين و ولاةِ الأمور . إنَّ الإقصاءَ و التهميشَ
و إنكارَ دَور المرأة في بيتِها و مجتمعِها ناهيكم باحتقارِها و تنقُّصها و ظلمِها
و هضمِ حقوقِها كلُّها مسائل و قضايَا لا يجوز السكوتُ عليها ،
فضلا عن إقرارِها و الرِّضا بها .
معاشر الأحبّة ، هذه جوانبُ من المشكلة أو القضيّة ،
و ثَمّةَ جوانب أخرى لا بدَّ منَ النظر فيها .
إنَّ الذي يقال بكلِّ جلاء و وضوح : إنَّ الإسلام لم يوجِب و لم يفرِض
و لم يحمِّل المرأةَ مسؤولية العمل خارجَ المنزل ، لكنَّه لا يمنعُها مِن ممارَستِه
بِضَوابطِه الشرعيّة . الإسلامُ حرَّرها من مسؤوليّة العمَل و حتميَّتِه خارجَ المنزِل ،
لكيْ لا تقعَ تحتَ ضَروراتِ العمَل الذي يَستعبِدُها و يستَغلّها و يظلِمها.
أيّها المسلِمون ، و هذا يحتاجُ إلى مزيدِ بسط .
تأملوا ـ وفقكم الله ـ ما يجري في هذا العالَم المعاصِر ، إنَّ العنصرَ الطاغِي
و العاملَ المؤثِّر هو العامل الأقتصاديّ ، أمّا في الإسلام فالأقتصاد أو
عامل الأقتصاد عامل من العوامل و عنصرٌ منَ العناصر له تأثيرُه الذي لا ينكَر ،
و لكنه بجانِب عوامِلَ أخرى و معاييرَ أخرى .
العاملُ الاقتصاديّ في ميزان هذا العصرِ هو العامِل المقدَّم ، و هو الأبرزُ عندَهم ،
و هو المعيارُ لإقامة حياة اجتماعيةٍ أفضل عندهم ؛ ممّا دعا إلى إضعافِ
و تهميشِ كثيرٍ من الحقوقِ و المعايير و العوامِل ، و المرأةُ في هذا العصرِ
و في هذا الميزانِ المائل المجحِف الطاغي مكلَّفةٌ بإعالةِ نفسِها ،
سواء أكانت بنتًا في بيت أبيها أم زوجةً في بيت زوجِهَا .
إنَّ هذه المنزلةَ لهذا المعيارِ بثَّت في روعِ امرأةِ هذا الزمن أن على الجميع
نساءً و رجالا أن يركضُوا لاهثين إبتغاءَ جمع أكبر قدرٍ من المال لتحقيق
أكبر قدرٍ من المتَعِ و الكمالات . إن على كلِّ ذكر و أنثى في هذا الزِّحام
أن يهتمَّ مستعجِلا بشأن نفسِه ، و أن ينافسَ الآخرين لجمعِ المزيدِ منَ المال
و تحصيلِ أكبر قدرٍ من الفرَص ، فتحت هذا المسار المُهتاج و الرّكض اللاهِث
تضطرَ البنت و تُدفَع المرأة لتخرجَ في كلِّ صباح ؛ لتبحثَ كأيِّ فرد من أفراد الأسرةِ
و المجتمع في سبيل عيشها و تحقيقِ مُتَعِها ، بل لقد ألقَوا في روعِ المرأة
أن من العيبِ أن يحنُوَ عليها والدها أو يعطِفَ عليها ليغنِيَها منَ الخروج
و الكدِّ و الكَدح ، منَ العيب عندهم أن يكونَ الزوج مسؤولاً عنِ الإنفاق و الرعاية .
و تحت سلطانِ هذه الفلسفةِ الضاغطة تُضطرّ الزوجة أو تحتاج
إلى أن تقطعَ خيوطَ آمالها في مسؤولية الزوج عنها و رعايةِ أبيها لها .
و قد يقال : إنَّ هذا عند غير المسلمين ، و الواقع أنَّ الناظرَ و المتأمِّلَ في الكتابات
و التوجُّهات يرى أن كثيرًا من كتابات بعض المثقفين و دعواتهم و نقاشاتهم
تستحسِن هذا المسلك ، و تريدُ أن تجعَلَه هو الأنموذَج و الغايةَ المنشودة
و الأملَ المبتغَى ، مَع الأسف و بكلِّ صراحة فإنَّ همَّ الاقتصاد
و متطلَّبات العمل هي مصدر كلِّ الواجبات و المسؤوليات في أفراد المجتمع كلِّه ،
رجاله و نسائِه ، أيًّا كانوا و كيفما كانوا .
إنَّ غلبة عاملِ المال و طغيانَه يقضي ـ شاء العقلاء أو لم يشاؤوا ـ
يقضي على الأسرةِ ، و يدمِّر مقوِّماتها ، و يهُزّ المجتمع المستقرَّ ؛
لأنَّ السويَّ لا يكون سويًّا إلا بلحمة الأسرة ، و لا وجودَ للأسرة في الحقيقة
إلا بالتضامن و الوِئام الذي يَشِيع في أفرادها من خلال وضوح المسؤولية
لكلٍّ من الزوج و الزوجة و الأب و الأم ورعاية الوالدين لأولادهما .
بهذه الفلسفة و بهذا التوجه تمَّ إقصاء المرأة عن رِعاية أولادها ،
بل إنّه عرَّض أنوثتَها للدَّمار و كرامتَها للامتهان و حياءها للذوبان .
يا قومنا ، انظروا إلى الأمرِ بجِدِّيّة و مصداقيَّة و تجرُّد ،
المرأة في الوقت الحاضر أُخرِجت إلى العمل و دفِعَت إليه دفعًا ،
إنهم أخرجوها حينما جعلوا ذلك هو السَّبيل الوحيدَ للحصول
على لقمةِ العيش و تحصيلِ الرزق ، فهي تبحَثُ عن العمل ، بل تقبَل أي عمل ،
و تستغلُّ أيَّ فرصة و إن لم تتَّفق مع طبيعتِها ما دام أنها تتعلَّق بضرورةِ مَعاشِها ،
و لا مناصَ لها إلا أن ترضَى بأيِّ عَمل ، فالخياراتُ محدودةٌ ،
و حكم المجتمَع صارم ، بل إنّه ما مِن عملٍ قاس مجهِد يمارسه الرجال
بل الطبقة الكادحةُ من الرجال إلاَّ و تجد نساءً كثيراتٍ يمارسنَه و يزاحمن فيه .
أيها الإخوة في الله ، إن النظرَ بعينِ البصيرةِ و الحِكمة و المصداقيَّة و النصحِ
في بعضِ المجتمعات التي اقتَحمتِ الباب على مصراعيه و أستسلمت لهذه الفلسفة
يراها في سباقٍ محمومٍ و نَظرةٍ مادية صِرفة ، و يرى نساءً
يمارِسنَ أعمالا أذابَت أنوثتَهنّ و أحالَتهن إلى كُتَل متحرِّكة من قسوةِ العمل
و قسوة المجتمع ، في أعمالٍ قاسية و أوقاتٍ أشدّ قسوة ، في الليلِ و النهار ،
بل في الهزيعِ المتأخِّر من الليل ، في الأنفاق و المناجِم و المؤسَّسات
و المشافِي و على نواصي الطرقات و أرصِفَة الشوارع ،
في أعمالٍ يشمئزّ منها العقلاء و الأسوياءُ و الرّحَماء و المخلِصون و الناصحون ،
ناهيكم بالفُضَلاء المؤمنين .
أيها المسلمون ، هذه بعضُ مَآلات هذه الصّورَةِ ،
و إذا كانَ ذلك كذَلك أو بعضَ ذلك فكم هو جميلٌ أن يرشَّدَ الطّرحُ الإعلاميّ
حول هذه الحقوقِ و المشكلات ، يجب الفَصلُ بين القناعاتِ الشخصيّة لبعض الكتاب
و الكاتبات و بعض القناعات الفكريّة و بين ما هو حقٌّ و شرع .
إنّنا نتحدَّث عن فكرٍ مسلم و إعلامٍ مسلم و ثقافةٍ مسلمة متديِّنة تسعى لتنظيف
مجتمعاتِ المسلمين من إسقاطاتِ مجتمَعاتٍ مادية ، و هذا لا يكونُ و لن يكونَ إلاّ
بالإعتزازِ الحقّ بكَمَال دينها عقيدةً و أحكامًا ، عِلما و عملا و منهجًا .
من الحقِّ و العدل و الإنصافِ المطالبةُ بتوفيرِ الفَهم الواعي و الناضِج ،
دينٌ و فِقه و وعيٌ لا يخشَى الوافد ، و لا يخاف الجديدَ ،
و لكنّه قادرٌ على توفيرِ المناعةِ ضدِّ الإبتذالاتِ ، كما هو قادر على الاستفادةِ
منَ الإيجابيّات و الخيرات . إعلامٌ مستنيرٌ راشِد يعزِّز دورَ المرأة الإيجابيّ ،
و يؤكِّد حقَّها و دورَها في البناءِ و التنميةِ الشاملة في المجتمَع كلِّه ،
و حقَّها في التعليم و العمَل و الوظيفةِ الملائمة . إعلامٌ مستنير راشِد يرفُض
و يستنكِر و يقاوم جميع أشكال إستغلالِ المرأة في أيِّ ميدانٍ لا يقيم للقِيَم
و الفضائل وزنًا ؛ ممّا يفضي إلى تحقيرِ شخصية المرأة
و إمتهانِ كرامتها و المتاجرة بجسَدِها و عرضها ،
و كأنها بِضاعةٌ من سائرِ البضائع التي تسَوِّقها وسائل الإعلام .
حذارِ ثم حذارِ أن تُقذَفَ المرأة في بحار الضَّيَاع و الهوان و الحِرمان .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ
وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ
وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ
وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا *
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا
أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا }
[الأحزاب: 35، 36] .
نَفَعني الله و إيَّاكم بالقرآنِ العظيم و بهديِ سيدنا محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و أقول قولي هَذا ، و أستَغفر الله لي و لَكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذَنب و خطيئةٍ ،
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .