من:الأخ الزميل / إبراهيم أحمد
موقع يسارعون في الخيرات الصديق
فوائد علمية 39
فصول في الدعاء يحتاج إلى معرفتها
ذكرها البيهقي رحمه الله
قال البيهقي رحمه الله :
[ الدعاء قول القائل يا الله ، أو يا رحمن ، أو يا رحيم وما أشبه ذلك
وهو أيضا نداء ،
قال الله عز وجل :
{ كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) }
[ مريم : 1-3 ]
قال :
{ وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا }
وفي آية أخرى :
{ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ .. }
ومعنى { رب } يا رب
فثبت أن الدعاء نداء ، والنداء دعاء ثم أن له أركانا وآدابا
أولاً أركانه :
1- أن يكون المرغوب فيه مما يبلغ قدر السائل أن يسأله ،
وتفسيره أنه ليس لأحد أن يتشبه بإبراهيم عليه السلام
فيدعو الله جل ثناؤه أن يريه كيف يحيي الموتى ،
ولا أن يتشبه بموسى عليه السلام ،
فيقول : رب أرني أنظر إليك
ولا أن يتشبه بعيسى عليه السلام، فيقول :
{ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ }
[ المائدة : 114 ]
ولا لأحد أن يسأل الله تعالى إنزال ملك عليه
فيسأله عن خبر من أخبار السماء ، أو إحياء أبويه ؛
لأن نقض العادات إنما يكون من الله تعالى لتأييد من يدعو إلى دينه ،
لا لشهوات العباد ومُناهُم ، إلا أن يكون السائل نبيًا فيجمع إجابته إياه أمنيته
وتأييده بما يصدق دعوته ،
ولكنه إن دعا كما دعا نوح عليه السلام، فقال :
{ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً }
[ نوح : 26 ]
جاز ، وإنما يبعثه عليه بعض أعداء الله ؛ وكذلك إن حدثت له ضرورة
من جوع أو برد شديد أو غير ذلك في بادية هو مأذون له في دخولها
من جهة الشرع ، أو أصابه عمى ولا قائد له فدعا الله أن يكشف ما به الضر
مطلقا ، كان ذلك جائزا ، وإن كان في إصابته إياه نقض العادة ،
وقد يفعل به ذلك من غير مسألته جزاء له لتوكله وقوة إيمانه .
2- أن لا يكون عليه في سؤال ما يسئل حرج .
3- أن يكون له في السؤال غرض صحيح .
4- أن يكون حسن الظن بالله عز وجل عند الدعاء
فتكون الإجابة على قلبه أغلب من الرد .
5- أن يسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
قال الله تعالى :
{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }
[ الأعراف : 180 ]
6- أن يسأل ما يسأل بجد وحقيقة ،
ولا يأخذ دعاء مؤلفا فيسرده سردا وهو عن حقائقه غافل .
7- أن لا يشغله الدعاء عن فريضة لله تعالى حاضرة فيفوتها .
8- أن يكون دعاؤه سؤالا بالحقيقة لا اختبارا لربه جل ثناؤه .
9- أن يصلح لسانه إذا دعا ،
فلا يخاطب ربه جل ثناؤه بما لو خاطب به كفؤه وقرينه
نسبه إلى قلة الحياء وسوء الأدب ، أو ركاكة العقل .
10- أن لا يدعوا ضجرا مستعجلا يضمر أنه إن أجيب في الوقت الذي يريد ،
وإلا يئس وترك ، بل يدعو متعبدا متخشعا يضمر أنه لا يزال يدعو
ويتضرع إلى أن يجاب ، وكلما زادت الإجابة عنده تراخيا زاد الدعاء
تتابعا وتواليا .
11- أن حاجته إذا عظمت لم يسئلها الله عز وجل مستعظما إياها
في ذات الله تعالى بل يسأله الصغيرة والكبيرة سؤالا واحدا
ويرى منة الله تعالى في إجابته إليها عظيمة .
وأما آدابه :
1- أن يقدم التوبة أمام الدعاء .
2- الجد في الطلب والإلحاح .
3- المحافظة على الدعاء في الرخاء
دون تخصيص حال الشدة والبلاء .
4- أن يعزم إذا سأله .
5- أن يدعو ثلاثا .
6- أن يقتصر على جوامع الدعاء
ما لم تعرض له حاجة بعينها فينص عليها .
7- افتتاح الدعاء وختمه
بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
8- أن يدعو وهو طاهر .
9- أن يدعو وهو مستقبل القبلة .
10- أن يدعو في دبر صلواته.
قلت : أي بعد التشهد وقبل السلام كما صح في السنة -
11- أن يرفع اليدين حتى يحاذي بهما المنكبين إذا دعا .
12- أن يخفض صوته بالدعاء .
13- أن يحمد الله عز وجل إذا عرف الإجابة.
14- أن لا يخلي يوما ولا ليلة من الدعاء .
ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فيها الإجابة .
فأما الأوقات فمنها :
• ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء .
• ما بين زوال الشمس من يوم الجمعة إلى أن تغرب الشمس .
• الدعاء في الأسحار.
• عند فيئ الأفياء .
• الدعاء يوم عرفة.
وأما الأحوال فمنها :
• حال النداء للصلاة.
• حين فطر الصائم.
• عند نزول الغيث.
• عند التقاء الصفين .
• عند اجتماع المسلمين على الدعاء .
• عند القيام من المجلس .
وأما المواطن
فالموقفان قلت : عرفة والمشعر الحرام ،
والجمرتان قلت : بعد الصغرى وبعد الوسطى ،
وعند البيت ، والملتزم خاصة ،
وعلى الصفا والمروة
وقد ذكر الحليمي رحمه الله : تفسير كل فصل من هذه الفصول ،