الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ،
أحمد ربي و أشكره على نعمه العظيمة ، و آلائه الجسيمة ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، القوي المتين ،
و أشهد أن نبينا و سيدنا محمدًا عبده و رسوله الصادق الأمين ،
اللهم صل و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد ، و على آله و صحبه أجمعين .
أمــا بعــد :
فأتقوا الله أيها المسلمون ، أتقوا الله و أطيعوه ، و عظموا شعائر الله و لا تعصوه .
أيها المسلمون ، إن عشر ذي الحجة أفضل الأيام عند الله ،
سماها الله تعالى في كتابه الأيام المعلومات ،
كما فسرها أبن عباس رضي الله تعالى عنهما بذلك ،
فالذكر لله فيها مستحب في المساجد و الطرق و المجامع و الأسواق و الخلوات .
و في هذه العشر يوم عرفة ، فلئن فاتك ـ أيها المسلم ـ الوقوف بعرفة ،
فقد شرع الله لك صيامه ، عن أبي قتادة رضي الله عنه قال :
سئل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم عن صوم يوم عرفة ، قال :
(( يكفر السنة الماضية و الباقية ))
رواه مسلم ،
و عن أبن عمر رضي الله عنهما عن النبي أنه قال :
(( ما من أيام أعظم عند الله و لا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ،
فأكثروا فيهن من التسبيح و التكبير و التحميد ))
رواه أحمد ،
و كان أبن عمر و أبو هريرة رضي الله عنهم يخرجان إلى السوق
في هذه العشر و يكبران ، فيكبر الناس بتكبيرهما ،
رواه البخاري .
{ ٱلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَـٰتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي ٱلْحَجّ
وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُونِ يأُوْلِي ٱلأَلْبَـٰبِ }
البقرة: 197].
تمسكوا بآداب الإسلام المثلى و أخلاقه العليا ،و أجعلوا الحج توبة لما بعده من حياتكم ،
و صلاحًا و تقوى لما يُستقبل من أمركم ، و ندمًا على ما فات من أعماركم ،
و أحمدوا الله تعالى و أشكروه على نعمة الأمن و الإيمان ،
و على ما سخر من الأسباب و أدر من الأرزاق ، و على ما سهل من الطاعات و العبادات ،
و أشكروه على ما صرف من العقوبات و الآفات .
هذا و صلوا و سلموا على نبيكم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ، فقد قال :
(( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا )) ،
فصلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة
نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه
فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله :
( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )
[ الأحزاب : 56 ] .
اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ،
و أرض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على
و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين
و من سار على دربهم إلى يوم الدين
و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين
اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت